&تركي الدخيل

بالتفجير الغادر المستهدف للحرم النبوي يدخل الإرهاب أكثر مراحله دموية ووحشية. على بعد أمتار قليلة من قبر النبي عليه السلام تمت العملية الإرهابية.

اغتيل الحارس، والزائر، والمار، واللائذ بالحرم النبوي، وبحضرة النبي الشريفة.
لو عدنا بالذاكرة قليلا إلى الوراء، في بدايات الأعمال الإرهابية أواخر التسعينات، نرى المبررات تمر على مسامع الناس. ينخدع بها البعض. استهداف الأمريكيين، ثم النصارى والصليبيين، وصولا إلى مباني الشرطة ورجال المباحث، كذلك استهداف الموظفين الحكوميين، وحصار المؤسسات الدبلوماسية وتفجيرها، وصل الأمر إلى قتل الأم، واستهداف حرم النبي، ولو أن الأمور بأيديهم لفجروا بقبر سيد الخلق، ولنسفوا الكعبة!

الإرهاب المتصاعد هذا يحمل نفس البذرة التي برر لها البعض قبل ربع قرنٍ من الآن، بحجة قمع الأمريكيين للأمة، وغزوهم للأراضي، وانتهاك إسرائيل لأرض فلسطين!
التنظيم المتطرف وحدة كاملة، من القاعدة إلى داعش وحزب الله والحشد الشعبي، كلها تصب في غاية القتل، وهدفها سحق الإنسان وقتله، ونزع القدسية والكرامة منه، أيا كان هذا الإنسان.
التفجير داخل الحرم النبوي هي ورقة التوت الأخيرة، انكشفت كل التلفيقات اللفظية... ولأنصاف المبررين الواصفين داعش بـ «الإخوة الذين بغوا علينا» نسألهم: هل لديهم مواقف حاسمة تجاه هذا التصاعد الخطير؟ أم أن الصاعقة التي نزلت على المسلمين وبني البشر كلهم لم تشعرهم بذرة من رحمة أو قشعريرة؟!