هاشم عبده هاشم

•• كشفت العمليات الإرهابية المتعاقبة التي شهدتها بلادنا عن العديد من الظواهر الغريبة والخطيرة التي تحتاج إلى دراسات علمية مفصلة.. والخروج منها بنتائج مفيدة بكل تأكيد من شأنها أن تضع حداً لموجات العمليات الإرهابية في الداخل وبأدوات سعودية في الأغلب الأعم..

•• تلك الظواهر المقلقة هي:

تورط العديد من الشباب في عمليات إرهابية جديدة.. بعدما سبق إيقافهم وتعريضهم للمناصحة.. ومن ثم إطلاق سراحهم بعد فترة من الزمن.

انخراط أكثر من أخ في العملية الإرهابية الواحدة.. وبعض هؤلاء الأبناء من أسر ميسورة الحال.. ومتفتحة أيضاً..

قيام العديد منهم بالمشاركة في عمليات انتحارية بعد أن سبق لبعضهم المشاركة في تجمعات.. ومنها ما حدث تحت مسمى "فكوا العاني".. وتم إطلاق سراحهم بعد مدة من الزمن.

تأكيد العديد من آباء وأسر المرتكبين لتلك الجرائم بأنهم لم يلحظوا أي تغير على أبنائهم في التفكير.. أو السلوك أو الحياة يدفعهم إلى إبلاغ السلطات المختصة عنهم لمعالجة الوضع قبل فوات الأوان كما صرح بذلك أكثر من أب.. ومن قريب..

•• هذه الظواهر وغيرها تدل على أمور كثيرة يرد في مقدمتها التسامح مع هؤلاء الشباب.. وعدم المتابعة لأوضاعهم بصورة لصيقة ودائمة ولمدد كافية حتى نتأكد من سلامة مسارهم وعودتهم الى الطريق الصحيح.. وكذلك عدم متابعة الأسر لأبنائها وبناتها متابعة لصيقة وكافية ومعالجة التغيرات التي تطرأ عليهم.. وتحكم العواطف والمشاعر والخوف على الأبناء من الإبلاغ عن كل سلوك غريب يبدر منهم.. وربما يرجع ذلك إلى عدم معرفة الكثيرين بعوالم أبنائهم.. وبمن يتواصلون.. أو يرتبطون بعلاقات معينة معهم..

•• كما تدل هذه الظواهر وغيرها على أن الجامعات السعودية غائبة عن تناول هذه القضايا في أبحاثها ودراساتها غير أبحاث ودراسات جهات الاختصاص.. سواء بالنسبة للتركيبة السكانية.. أو التغيرات التي يشهدها المجتمع.. وتعيشها الأسر السعودية.. تحت دواعٍ وظروف نفسية.. أو اقتصادية.. أو ثقافية.. أو أخلاقية معينة.. ومنها ما يترتب على حالة التفكك الأسري الناشئ عن الطلاق.. أو الانشغال عن الأسرة.. أو تعدد الزوجات.. أو عدم توفر البيئة الصالحة للتربية المثلى..

•• وإذا استمر هذا الوضع.. ولم نعالجه بمزيد من الحرص والشدة ومن البحث والدراسة العلميين.. وبالإجراءات الحازمة والحاسمة.. وبالحلول الاقتصادية.. والأخلاقية.. والفكرية.. والنفسية الملائمة.. فإن تزايد هذه الظواهر لن يتوقف إن هو لم يتحول مع الأيام إلى واقع يستعصي حله.. وعندها نكون قد عرضنا بلادنا.. ومجتمعنا للأخطر والأصعب.. وهو ما لا يجب أن نراه أو أن نسمع به بعد اليوم.

•• ضمير مستتر:

•• دائرة الإجرام تتسع في ظل المعالجات الوقتية أو المتواضعة.. باستمرار..