&محمد الجباري&

عاشت الجالية المغربية المقيمة بأوروبا أوضاعا مأساوية خلال رحلة الذهاب صيف هذه السنة إلى المغرب حيث نشطت عصابات اسبانية تعترض سبيل المغاربة على طول التراب الاسباني قصد سرقتهم وترويعهم، لا حديث لأفراد الجالية إلا عن هذه العصابات التي تتنكر في هيئة الشرطة الاسبانية، وتعمل على ايقاف سيارات المغاربة القاصدين للجنوب وسلب كل ما لدهيم عن طريق الترويع والترهيب والضرب أحيانا.

يقول ه. محمد مهاجر يقطن هولندا وأب لخمسة أطفال، بينما هو يسوق سيارته بالقرب من مدينة مدريد شاهد أمامه سيارة اسبانية وبداخلها أشخاص يرتدون زي الشرطة يشيرون له بالخروج إلى أقرب نقطة استراحة، لكنه لم تنطل عليه الحيلة وتابع طريقه بعدما زاد من سرعة المحرك أمام خوف ابناءه الصغار وزوجته، لكن الكثير من العائدين في رحلتهم الصيفية مع الأسف استطاع قطّاع الطرق الاسبان خداعهم وسرقتهم.

م.خديجة، عاشت أيضا تجربة مرعبة مماتلة فكانت طوال رحلتها بالباخرة اتجاه طنجة تبكي بحرقة بعدما سُلبت منها محفظتها التي تحوي كل تعب وشقاء عمرها في المهجر.

هذا المهاجر المسكين الذي يعاني من عدة اكراهات حتى يصل إلى وطنه، بُعد المسافة وغلاء الطريق والمشقة التي يتكبده ، هذه السنة ينضاف مشكل آخر، قطّاع الطرق.

يقول ج.زكرياء، شاب مغربي مهاجر، لا أدري لماذا يصرّ أبي كل سنة أن نذهب خلال فترة الصيف إلى المغرب؟، هناك دول أخرى جميلة ورائعة وأرخص وأأمن ، ممكن أن نذهب إلى شواطئ قبرص أو متاحف اسطنبول أو أزقة ودروب اليونان الضيقة الفاتنة، لكنه يُفضل المغرب.

يضحك زكرياء ويتابع كلامه: أعتقد أنني عندما أصير رجلا ورب أسرة سوف أفعل نفس الشيء مع ابنائي، فالمغرب قبل أن يكون اختيارا فهو بالأساس وطن وهوية.

لكن، ترى هل هذا الوطن يقاسمنا حبا بحب؟

هل يحمل هذا الوطن في قلبه بعضا من الشوق الذي يسكننا طوال السنة إليه؟

هل الوطن يخاف علينا كما نخاف نحن عليه كلما شعرنا أن أحدا يتربص به؟

أيّها الوطن العزيز، أبناءك يُعتدى عليهم، قطّاع الطرق في اسبانيا المجاورة يتهددوننا في ارواحنا وأرزاقنا ويجعلون من رحلة العبور إليك حزينة ومؤلمة وتعيسة، فهل ستتحرك الحكومة هذه المرة وتنصفنا وتحتج لدى الحكومة الاسبانية لكونها المسؤولة على سلامتنا داخل أراضيها؟

أم أن حكومتنا ستخذلنا كما فعلت مع الهولنديين ولم تسمث في الدفاع عن مصالح المغاربة لدى الصندوق الضمان الاجتماعي الهولندي؟

فخامة رئيس الحكومة، سعادة وزير الخارجية، السيد وزير الهجرة المحترم، ننتظر منكم هذه المرة موقفا حازما نريد أن نشعر أن سلامة المواطن المغربي المهاجر بالنسبة إليكم خطا أحمر، نريدكم ولو لمرة واحدة أن تغضبوا من أجلنا!

أليست المواطنة حقوق وواجبات؟ فواجباتنا أدّيناها اتجاه وطننا عندما نساهم اقتصاديا في جلب العملة الصعبة وعندما نحثّ شبابنا الرياضي استثمار موهبته ونجاحه والمشاركة باسم وطنه الأم المغرب بدل حمل قميص دول الإقامة...

فماذا عن حقوقنا؟ سوى أنكم تستقبلوننا كل سنة ببعض قنينات الماء ونفس اللافتة من السنة الماضية مكتوب عليها " مرحبا بجاليتنا بالخارج" ...

بصراحة ذلك لم يعد كافيا خصوصا أمام هذه العصابات " قطّاع الطرق" التي صارت تهددنا ونحن في التراب الجارة الشمالية في سلامتنا ومالنا....

ألا يستوجب ذلك من حكومتنا الاحتجاج بكل الوسائل الديبلوماسية لدى السلطات الاسبانية من أجل تأمين عملية عبور أكثر أمنا وسلاسة لمغاربة المهجر؟

تصوروا معي أعضاء حكومتنا الموقرة لو كان الأوروبيون هم من يتعرضون للسرقة وقطع الطريق هنا في المغرب هل كانت ستصمت حكوماتهم؟

أم أنهم بشر بينما نحن " أشباه " بشر ؟