&في أولى جلسات محاكمته «أبو تراب» الكويتي: تيقنت أن «الدواعش» لا يمتون للإسلام بصلة


منى الشمري

&أجلت محكمة الجنايات في الكويت قضية أمن الدولة المتهم فيها المواطن علي محمد أبوتراب ووالدته حصة عبدالله بالانضمام إلى تنظيم (الدولة الإسلامية داعش) أمس الأول إلى يوم 26 من الشهر الحالي، كما رفضت طلب اخلاء سبيلهما.

وكانت المحكمة قد استجوبت المتهمين ابوتراب وأمه حصة عبدالله حيث اقر الاول بانضمامه إلى التنظيم في العام 2013 متأثرا «بما عرضته قناتا الجزيرة والعربية من مآسي ونكبات الشعب السوري، وكنت مبتعثا «ضابط ملاحة بحرية» منذ عام 2009 وفي عام 2013 تأثرت عبر وسائل الإعلام بما يحدث للشعب السوري والمآسي اضافة إلى ما قرأه في مواقع التواصل الاجتماعي تويتر عن وجوب الجهاد لنصرة المستضعفين في سورية».
وأشار ابوتراب إلى تأثره كذلك بما سماه فتوى صادرة عن الشيخين الكويتيين شافي العجمي وحجاج العجمي مؤداها ضرورة جمع الاموال لتجهيز 12 الف مقاتل للجهاد مع السوريين المضطهدين داخل وطنهم.

وأوضح انه وقبل الانضمام إلى داعش لم يكن إلا شخصا عاديا يرتاد السينما كما يفعل غيره من الشباب، ولم يكن متدينا إلا أن الحسابات الوهمية بتويتر شوشت عقلي ورسالة لشقيقه عبدالله الذي لقي حتفه ضمن قتلى داعش وجهته إلى الالتحاق بالتنظيم. وأضاف «وشعرت بالذنب لأنني لم اضح من اجل الجهاد، خاصة بعد سفر شقيقي عبدالله إلى سوريا وكان يدرس في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان لديه صديق سعودي الجنسية، وهو الذي اقنعه بأن يجاهد في سوريا، وأرسل لي شقيقي رسالة من أمريكا بأنه يريد الرجوع إلى الكويت إلا أنه ذهب إلى سوريا عام 2013 وأرسل لي رسائل يحثني فيها على اللحاق به للجهاد في سوريا، وبعد فترة وردنا خبر وفاة شقيقي بأنه قتل هناك حيث ان هناك شخصين قاما بالاتصال على «عمتي» وابلغاها بخبر وفاة شقيقي» واعترف أبو تراب للمحكمة إنه : بعد هذه الرسائل ابلغت امي بأنني ذاهب إلى سوريا فردت عليّ قائلة: « ما اخليك بروحك» وسأذهب معك، واذا مت هناك فسأدفنك وأرجع.

وأكد أنه بالفعل عاد إلى الكويت من بريطانيا لاستخراج الڤيزا إلى تركيا وتأثر بدعوة شقيقه عبر الانترنت للجهاد مع داعش، حيث استشعر أن شقيقه كان يوجه تلك الرسالة له شخصيا.
ووقال «تواصل معي شخص يسمى «ابوحذيفة الجزراوي»، ولقب الجزراوي يطلق على الأشخاص من شبه الجزيرة العربية السعوديين في داعش، حيث قال لي ان شقيقي كان صديقه، كما دعاني إلى الانضمام إلى تنظيم داعش، وكان سعودي الجنسية، فاتخذت قراري وابلغت أمي بنيتي «الانضمام إلى داعش» وقلت لها إذا كنت تريدين الذهاب معي فلنرحل معا».
وتحدث أبو تراب عن ظروف انتقاله وأمه إلى سوريا، والكيفية التي تم استقبالهما بها هناك.
وأشار«ابو تراب» ضمن أعترافاته إلى عملية انزال أمريكية حصلت في الحقل و»قتل المسؤول ابوعبدالرحمن المصري ونائبه وغيرهما وجاء بعد ذلك ابوسياف التونسي وقتل وكانت العملية مخصصة لقتله، وبعد ذلك ثار المسؤول عبدالرحمن الجزراوي، وكانت كل ولاية من ولايات داعش تأخذ حصتها من هذا الحقل، وكان أغلب وقتي في الصحراء».

وعند سؤاله عن طبيعة تنظيم داعش قال : انه تنظيم سلفي جهادي يسعى إلى إقامة دولة إسلامية ترتكز إلى القرآن الكريم وسنة النبي، و بناء دولة موحدة لجميع المسلمين وتكون دولة واحدة في العراق وسوريا فقط، وتكون لجميع المسلمين. واستطرد قائلا: لكن بعد تفجير مسجد الامام الصادق وتفجير المصلين في السعودية تيقنت، أن «الدواعش بعيدون عن الإسلام ولا يمتون له بصلة، وتأكدت أنني على باطل، وفكرت في العودة إلى الكويت فنصحتني امي بالتواصل مع جهاز امن الدولة عبر شقيقي أنور وفعلا تمّ ذلك وعلم الجهاز بأمري وقال مسؤولوه سوف نساعدك وسيتم عرضك على القضاء».

وأضاف أنه ذهب إلى التنظيم وقال: «عندي ظروفا خاصة وأريد الذهاب إلى تركيا فوافقوا، ثم نكثوا وعودهم، والقوا بي في سجن العمر الذي كانت القوات الأمريكية قد قصفته مرات عدة، ثم قصفته مجدداً في اليوم الذي دخلته 17 مرة مشيرا إلى ان داعش تعاقب المدخنين وحليقي اللحى بوضعهم في اقفاص لمدة يوم في الأسواق، وهذا لا يمت للإسلام بصلة.

وأضاف: حينئذ ادركت ان التنظيم يريد قتلي على ايدي الأمريكان، فتواصلت مع مسؤولي السجن واخبرتهم بأنني غيرت رأيي واريد العودة للعمل مع التنظيم فتم اطلاق سراحي وبعدها اخذت اهلي وحاولت الوصول إلى تركيا، لكن تمّ القبض علينا من قبل الجيش الحر.
واقر ابو تراب خلال اعترافاته بأن جزءا من نفط داعش كان يذهب إلى الجيش السوري الحر وقال انه اُجبر على بيعة التنظيم في منطقة الجولة أمام من يسمى ابوسياف التونسي، موضحا ان أمه حصة ليس لها اي علاقة بالتنطيم.

وخلال الجلسة، سأل القاضي الأم حصة عبدالله عن علاقتها بتنظيم داعش، فقالت: «أعوذ بالله من داعش.. ذهبت إلى سوريا لأعيد ابنى فقط». واضاف انه عمل محاسبا ثم مشرفا على حقول النفط في سوريا التابعة لتنظيم داعش لمدة 9 شهور، مشيرا إلى ان هناك مهندسين سوريين وخليجيين يعملون في حقول النفط السوريا والاشراف على بيعها لمدنيين، وان مرض ابنه كان سببا رئيسيا لعودته إلى الكويت عبر تركيا، مؤكدا ان ضميره يؤنبه وانه نادم على الانضمام لداعش وان والدته ليست لها علاقة بداعش.