محمود معروف

أكدت الحكومة المغربية انخراطها الكامل في مبادرة الملك محمد السادس بالالتحاق بالاتحاد الافريقي بعد غياب دام 32 سنة. وقال وزير الخارجية المغربي إن هذ الالتحاق قريب وإن طرد جبهة البوليساريو من الاتحاد مسألة وقت.
وأعلنت ذلك في أول تعليق لها على رسالة الملك محمد السادس إلى القمة الـ27 للاتحاد الإفريقي التي عقدت الاثنين الماضي في العاصمة الرواندية كيغالي، والتي أعلن من خلالها أن «المغرب يتجه اليوم، بكل عزم ووضوح، نحو العودة إلى كنف عائلته المؤسسية، ومواصلة تحمل مسؤولياته، بحماس أكبر وبكل الاقتناع».

وأكدت في اجتماعها الأسبوعي أن انخراطها في ترجمة هذا التوجه الملكي وفي تنزيل مقتضياته على المستوى القطاعي والثنائي في الحكومة، من أجل صيانة هذه المكتسبات، مستندة في ذلك على الإجماع المغربي المستميت في الدفاع عن وحدته الترابية والوطنية، والداعي إلى مبادرات نوعية صيانة لهذا الخيار والتوجه. وشددت على أنها ستشتغل تحت قيادة الملك على تحقيق هذا الهدف منطلقة في ذلك من عدالة قضيتها وتاريخ المملكة ومواقفها ورصيدها وعلاقاتها والدعم الذي لقيته أثناء التقدم بهذه المبادرة، والتي تعكس خطوة تاريخية جريئة وذات بعد استراتيجي، كما أن ردود فعل الخصوم والذين لجأوا إلى مناورات يائسة وفاشلة اصطدمت بعدالة الموقف المغربي، كما اصطدمت بمملكة ثابتة الجذور في إفريقيا ومتطلعة إلى المساهمة في قيادتها وبنائها وصيانة وحدتها.

وقال صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية والتعاون المغربي، إن «الخطوة التاريخية، الشجاعة والجريئة التي أقدمت عليها المملكة في توجيه رسالة ملكية إلى الاتحاد الإفريقي تعكس مقاربة جديدة ونوعية في التعاطي مع الساحة الإفريقية»، مشددا على أن «المغرب لم يغادر إفريقيا، وبقي وفيّا لما أعلن عنه الملك الراحل الحسن الثاني».

واكد مزوار أن «الرسالة الملكية أوضحت بجلاء أنه لا يمكن المقارنة بين المملكة المغربية والكيان الوهمي» (في إشارة للجمهورية الصحراوية التي تشكلها جبهة البوليساريو)، وقال إنه «تم قبول هذا الكيان الوهمي في إطار الخداع والتحايل على قوانين المنظمة الإفريقية المذكورة».

وأضاف «حضور الجمهورية الوهمية في الاتحاد الإفريقي مسألة وقت، ولا أحد يؤمن بأن لها مستقبلا، لكن ثلاثة عقود وهم (قادة البوليساريو) يتجولون أمام الدول الإفريقية، لذلك اتخذت العديد من الدول موقفا حاسما وأخرى تطلب بعض الوقت»، مشددا على أن هناك استعدادا من طرف الدول، وخصوصا ذات الأغلبية الكبيرة، لحسم موقفها من الجبهة.
وتقدمت 28 دولة افريقية، بعيد رسالة الملك محمد السادس لقمة كيغالي، بملتمس تطلب فيه تعليق عضوية الجمهورية الصحراوية في الاتحاد في انتظار الوصول إلى حل سلمي للنزاع الصحراوي.

وانتقدت أوساط مغربية كلا من مصر وتونس وموريتانيا لامتناعها عن التوقيع على الملتمس وقال مزوار: «هذه الدول تدعم مضمون البيان الذي تم التوقيع عليه من طرف 28 دولة، وتعتبر أن هناك محطة ثانية تنتظرها للحسم في تواجد هذه الجمهورية المزعومة، نحن احترمنا جميع الآراء، لأن الدول الإفريقية عْياتْ من تواجد المغرب خارج هذه المنظمة».
وقام موفدون مغاربة بجولة في عدد من الدول الافريقية قبل أن يرسل الملك رسالته وأوضح الوزير «الجولة التي همت 42 بلدا إفريقيا استُخلص منها الاحترام المتميز للملك، والمغرب من الدول التي عرفت تطورا مهما، ويعد نموذجا متميزا والتعبير الصريح على كون التحديات التي تواجه إفريقيا يستدعي بناء علاقات جديدة».

وأكدت الجزائرعلى لسان رئيس حكومتها عبد المالك سلال رفضها طرد الجمهورية الصحراوية من الاتحاد الافريقي وقال امس الجمعة إن على المغرب الالتزام بميثاق الاتحاد.
وكشف صلاح الدين مزوار، أن مجموع الدول الإفريقية التي لا تعترف بالجمهورية الصحراوية بلغ 34 دولة إفريقية (52 عدد أعضاء الاتحاد)، ضمنها 17 دولة سحبت اعترافها في الثلاثين سنة الماضية، وذلك من ضمن 36 دولة سحبت اعترافها منذ سنة 2000 فقط إلى غاية اليوم.
وأكد أن المسار الجديد لقضية الصحراء «أوقف خطوات اشتغل عليها خصوم الوحدة الترابية للاستحواذ على هذه المنظمة، وأن الأوان آن لتصحيح الخطأ التاريخي الذي ارتكبته منظمة الاتحاد الإفريقي، وذلك بتزامن مع مقترح طرد الجمهورية الوهمية الذي وقعته 28 دولة إفريقية أعضاء».

واعتبر وزير الخارجية المغربي أن «الرسالة الملكية واضحة وشاملة، وهذه نقطة كانت مطروحة لدى المغرب منذ انسحابه»، مسجلا أن «المغرب غادر في ظرفية معينة بسبب خروج منظمة الوحدة الافريقية عن الضوابط المؤسِّسة بسبب التلاعب والالتفاف حول القانون بحيث لم يعد ممكنا الاستمرار داخل هذه المنظمة التي ضربت القوانين».

&