&جهاد الخازن

هل يعرف القارئ العربي أن المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب والرجل الذي اختاره لمنصب نائب الرئيس، حاكم إنديانا مايك بينس، كانا في السابق من أعضاء الحزب الديموقراطي؟

مؤتمر الحزب الجمهوري في كليفلاند كان مملاً، وترامب يلقي خطاب قبوله الترشيح عن الحزب الجمهوري فلا يقول شيئاً جديداً وإنما يعِد الأميركيين بأمن ورفاه، فهو سيحارب الجريمة ويتصدى للإرهاب ويحدّ من عدد اللاجئين.

أكتب صباح السبت ومؤتمر الحزب الديموقراطي في فيلادلفيا يبدأ غداً فأرجو أن تكون فيه إثارة، لأن مؤتمر الحزب الجمهوري انتهى بسلام ولم يتميز بشيء سوى الاقتباس في خطاب ميلانيا ترامب، وثبوت اقتباس كاتبته من خطاب ميشيل أوباما سنة 2008. الكاتبة اعتذرت وقالت أنها قدمت استقالتها إلا أن الاستقالة رفضت.

أعود إلى القارئ العربي وأسأله هل يعرف أنه كان ممنوعاً على مَنْ يحضر المؤتمر أن يحمل معه طابة كرة مضرب أو معلبات إلا أنه يُسمَح له بحمل سلاح مكشوف؟ كيف هذا؟ سألت لأجيب فقانون السلاح في ولاية أوهايو يبيح حمله إذا كان ظاهراً، وغير مخبوء.

ترامب كان كل شيء ولا شيء، فهو يقول ما يخطر في باله ولسانه دائماً يسبق عقله، وقد كتبت عنه مرة بعد مرة، فأنتقل اليوم إلى بينس، وهو كاثوليكي من أصل إرلندي ناصرَ جون كينيدي وبكى عندما قُتِل. أيضاً بينس على يمين الحزب فهو محافظ أيد السيناتور (الكوبي الأصل) تيد كروز للرئاسة، وله علاقة بالأخوَيْن كوتش اللذين كانا دائماً على استعداد لدعمه مالياً.

كان يهمني في مؤتمر كليفلاند أن أسمع كلام دونالد ترامب وهو يقدم مايك بينس إلى الجمهور، إلا أن ترامب خيّب ظني مرة أخرى فقد تكلم عن نفسه لا مرشحه المختار لمنصب نائب الرئيس. هو أهان هيلاري كلينتون، وقال أنه هزم قيادة الحزب الجمهوري التي كانت تريد أي مرشح غيره، وحكى عن انتصاراته في ميدان البزنس. أعتقد أنه حكى عن نفسه 28 دقيقة متواصلة قبل أن يقول «والآن لنعد إلى مايك بينس». هذه العبارة تكررت بعد كل مرة حكى فيها ترامب عن نفسه.

بينس ليس معروفاً في طول البلاد أو عرضها، إلا أنه يظل أفضل من آخرين طُرِحت أسماؤهم بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس.

من هؤلاء نيوت غينغريتش، الرئيس السابق لمجلس النواب الأميركي، وكان في عمله متطرفاً يؤيد إسرائيل ولا يزال، والبليونير اليهودي الأميركي شلدون إدلسون وعد ترامب بالتبرع له بمبالغ كبيرة إذا أخذ غينغريتش معه نائباً للرئيس. ولا أذكر يوماً موقفاً لهذا الرجل في الكونغرس أو خارجه ينصف أي قضية للعرب والمسلمين، خصوصاً الفلسطينيين تحت الاحتلال، فهو كان ولا يزال من المحافظين الجدد دعاة الحرب.

ربما زدت هنا أن زوج ابنة ترامب اسمه جاريد كوشنر، وهو يهودي أرثوذكسي، كان الوسيط بين ترامب وإدلسون، ويعمل أيضاً مستشاره في الشؤون الخارجية وينفق المال بسخاء على قضايا ذات علاقة بإسرائيل.

أنتقل إلى حاكم نيوجيرسي، كريس كريستي الذي كان وأنصاره على قناعة تامة بأن ترامب سيختاره لمنصب نائب الرئيس، فهو أيضاً يحظى بتأييد لجان انتخابية تملك الملايين، وبعضها يؤيد إسرائيل رغم إرهابها.

في النهاية اختار ترامب إلى جانبه بينس، وافتتاحية «نيويورك تايمز» لم ترحم حاكم إنديانا، وذكرته بيوم كان فيه صاحب برنامج على الراديو مثل ترامب، وأنه قال قبل سنوات أن «التدخين لا يقتل»، وأنه عارض الإجهاض والشاذين رغم انتصار المحكمة العليا لهم. الافتتاحية انتهت باقتراح أن يزيد بينس إلى ألقابه «المرائي».

هل يفاجئ ترامب الجميع في أول ثلثاء من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل بالفوز؟ لا أعتقد ذلك. وسأعود إلى مؤتمر الحزب الديموقراطي عندما يُختتم.