&سلام: لإنشاء مناطق إقامة في سورية للنازحين ولسنا محايدين حيال المس بأمن أشقائنا&

&شدد رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام في كلمة أمام الدورة العادية الـ27 للقمة العربية المنعقدة في نواكشوط عاصمة موريتانيا، على «حرص لبنان الدائم على المصلحة العربية العليا، وتضامننا مع أشقائنا العرب في كل قضاياهم المحقة، ونعتبر أن أي ضيم يصيبهم إنما يصيب لبنان وأهله».

وأكد سلام «أننا لسنا محايدين في كل ما يمس الأمن القومي لأشقائنا، وخصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي، ونرفض أي تدخل في شؤون الــبلدان العربية ومـــحاولة فرض وقائع سياسية فيها، تحت أي عنوان كان».

وقال: «لبنان لم يعتد من إخوانه العرب، إلا تعامل الشقيق الأكبر، المتفهم لواقعه، الداعم لتماسكه، والحريص على تجربة العيش الواحد بين الطوائف والمذاهب فيه. وننتظر من أســـرتنا العربية أن تكون سنداً للدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية والأمنية، كي تبقى صامدة في وجه الإرهاب، عصية على العابثين بالخرائط والمجتمعات العربية».

وإذ أعرب سلام عن سروره لانعقاد القمة العربية «على أرض موريتانيا الشقيقة، برئاسة الرئيس محمد ولد عبدالعزيز الذي نشكره على حسن الوفادة، ونتمنى له ولهذا البلد الآمن كل الخير والتقدم والنمو»، حيا «رئيس القمة العربية الـ26 رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي»، وهنأ «الأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، متمنين له التوفيق في مهمته والشكر والامتنان للامين العام السابق نبيل العربي».

المأساة السورية

ولفت سلام الى أن القمة تنعقد «وسط أزمات وحروب تعصف ببلدان عربية عديدة، وتنذر بنتائج خطيرة على منظومة الأمن القومي العربي. ولعل أخطر هذه الأزمات المأساة السورية، التي لفحت لبنان بنارها، وألقت عليه أعباء هائلة، يكابدها بشق النفس». وقال: «هناك ما يقارب مليون ونصف مليون نازح سوري، في بلد ذي إمكانات محدودة، أقفلت الحرب حدوده، وانقطع التواصل التجاري البري بينه وبين الرئة العربية التي يتنفس منها. ونحن بلد صغير يؤدي واجبه الأخوي بلا منة، ترفده مساعدات دولية لا تزال قاصرة عن تلبية حاجات النازحين والمجتمع المضيف».

ورأى انه «أمام هذا الواقع، نتطلع إلى إخواننا العرب، فمن الأجدر منهم بسماع شكوانا، والأقدر على مساندتنا كما فعلوا على مدى السنين». واقترح باسم لبنان «تشكيل هيئة عربية تعمل على بلورة فكرة إنشاء مناطق إقامة للنازحين داخل الأراضي السورية، وإقناع المجتمع الدولي بها، لأن رعاية السوريين في أرضهم أقل كلفة على دول الجوار وعلى الجهات المانحة، وأفضل طريقة لوقف جريمة تشتيت الشعب السوري».

صندوق لتعزيز صمود المضيفين

وقال سلام: «في انتظار تحقيق ذلك، ندعو إلى إنشاء صندوق عربي لتعزيز قدرة المضيفين على الصمود، وتحسين شروط إقامة النازحين الموقتة، ونشدد على الطابع الموقت للوجود السوري، ونعلن أن لبنان ليس بلد لجوء دائم، وليس وطناً نهائياً إلا لأهله، ونتطلع إلى يوم يحل فيه السلام، ليعود النازحون الى بلدهم، ونشبك أيدينا بأيديهم في ورشة إعمار سورية».

الإرهاب

وانتقل سلام الى الحديث عما «يتعرض له بلدنا من موجة إرهاب عابرة للحدود». وقال: «على رغم أزمتنا السياسية، التي حالت حتى الآن دون انتخاب رئيس للجمهورية، تمكنا من التصدي لهذه الظاهرة التي تنشر العنف، من دون أي وازع ديني أو أخلاقي».
وشدد على أن «العملية الإرهابية التي استهدفت الحرم النبوي الشريف عشية عيد الفطر المبارك، تؤشر إلى الدرك الذي بلغته النفوس المريضة التي تخطط لمثل هذه الأعمال وتسوغها»، معتبراً ان «ظاهرة الإرهاب خرجت عن كل حد، وباتت تصيب مصالح العرب والمسلمين في كل مكان، وتشكل تحدياً وجودياً لبلدانهم ومجتمعاتهم.
ولذلك نحن مطالبون بالخروج من موقف الدفاع في وجه هذا الوحش، وتجنيد كل الطاقات الأمنية والسياسية والفكرية لمحاربته بكل الأشكال، حماية لأمننا ومـــستـقبل أبنائنا، ودفاعاً عن مكانتنا في العالم».

وأكد سلام أن لبنان «كان ولا يزال يتطلع الى أسرته العربية التي شكلت على الدوام مظلته الحامية وحاضنته وسنده».

وخلص الى القول: «من قلب هذه المعمعة الإقليمية المؤلمة، التي تصم الآذان وتعمي الأبصار، نتطلع الى غد ينحسر فيه كل هذا الهول، وتلملم أمة العرب شتاتها ويعود السلام الى أرض السلام فلسطين، وإلى ســورية الحبيبة والعراق واليمن وليــــبيا وكل أرض عربية تسيل فيها دمعة أم، ويرتعد فيها خوفاً قلب طفل صغير».

وكان سلام الذي وصل الى مطار نواكشوط الدولي يرافقه وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ووفد إعلامي، التقى على هامش جلسة القمة العربية أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وتحادثا حول العلاقات اللبنانية - الكويتية والتطورات العامة في المنطقة.
والتقى سلام رئيس وزراء الأردن هاني الملقي.