&سعيد السريحي

حين كانت الغالبية العظمى من الدول العربية دولا قوية تحكمها أنظمة متماسكة لم تفلح القمم العربية في وضع حلول لبضع قضايا كانت تعاني منها بعض الدول والشعوب العربية، ولذلك لم يكن من المتوقع أن تفلح قمة نواكشوط في الوصول إلى حلول للقضايا العربية التي تضاعفت أعدادها وتداخلت أسبابها في عصر تفككت فيه كثير من الدول العربية فكاد بعضها ينمحي من على الخارطة وانتهى بعضها إلى أن يكون لقمة سائغة في فم الإرهاب أو أسيرا في يد عصابات وأحزاب تعمل وفق أجندات لقوى دولية أو إقليمية تنفذ خططها وتتبع توجيهاتها ولا شأن لها بمصلحة دولها ولا مستقبل الأمة العربية.

ولست أعتقد أن أحدا من العرب، رجلا كان أو امرأة، شيخا أو ولدا مراهقا، قد عقد شيئا من الأمل على القمة العربية وأنى له ذلك وهو يرى قيادات عربية بلا دول ودولا عربية بلا قيادات، ويشاهد أنظمة بلا شعوب وشعوبا بلا أنظمة ويعلم علم اليقين أن التاريخ العربي لم يشهد منذ قيام الدول العربية الحديثة وضعا كالوضع الذي يعيشه الوطن العربي الآن، وإذا كان الزعماء العرب يجتمعون منذ سبعين عاما كي يتدارسوا سبيل استعادة دولة عربية واحدة اختطفتها الصهيونية العالمية فإن الزعماء العرب قد أصبحوا بحاجة أن يجتمعوا كي يتدارسوا سبيل استعادة دولة خطفها الإرهاب ودولة خطفتها إيران ودولة ثالثة خطفها حزب الله ودولة رابعة خطفها أنصار الله وخامسة خطفتها الحروب الأهلية وسادسة تبحث عمن يختطفها.

لم يكن العرب رجالا ونساء ينتظرون كثيرا من القمة العربية غير أنهم يدركون أن إيمانهم بعروبتهم التي تشكل التاريخ الذي ينتمون جميعا إليه واللسان الذي يتحدثون جميعا به هو الذي يمنحهم الأمل الذي حملته القمة اسما حتى وإن لم تكن تعرف أنها غير قادرة على تحقيقه.