&عمرو عبد السميع

كانت نبوءتى ـ هنا ـ قبل أن تبدأ الانتخابات الأولية للحزبين الرئيسيين الأمريكيين أن هيلارى كلينتون ستكون مرشحة الحزب الديمقراطي، وأن دونالد ترامب سيكون مرشح الحزب الجمهوري.. وأن هيلارى ستفوز فى الانتخابات النهائية ولكننى لم أتصور أن المؤسسات السياسية التقليدية ستساند هيلارى بالغش والتدليس، إذ كشفت «ويكليكس» ـ مؤخرا ـ أن مسئولى اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطى ساندوا هيلارى فى الانتخابات التمهيدية على حساب بيرنى ساندرز وبالمخالفة للقواعد والأصول. وعلى الرغم من أن ساندرز أعلن تأييده ـ فى نهاية المطاف ـ لهيلارى فإن انكشاف تلك الحقيقة أشعل ثورة حقيقية ضد اللجنة الوطنية للحزب، وبالطبيعة ضد هيلارى التى ما كادت تفيق من فضيحة استخدام بريدها الإلكترونى الشخصى فى أمور تخص وزارة الخارجية، حتى داهمتها فضيحة «ويكليكس» التى أظهرت انحياز قادة الحزب الديمقراطى إليها فى الانتخابات الأولية، ومما ضاعف ذلك التأثير اختيارها نائبا على التذكرة الانتخابية هو تيم كاين من ولاية فيرجينيا إذ أنه محافظ وليس اشتراكيا أو يساريا بما أثار تحفظ أنصار بيرنى ساندرز الذى صار بتوجهاته الاشتراكية يمثل حركة سياسية أو تيارا بذاته يضم كتلا من الشباب. وتزداد خطورة هذا التطور بالتقدم المتواصل للمرشح الجمهورى دونالد ترامب، الذى جاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى على الشاطئ الآخر للمحيط ليلقى بتأثيرات إيجابية على حملته المفعمة بالكراهية للأجانب وللهجرة، كما ضاعفت من فرصته الأحداث الإرهابية المتكررة فى ميونيخ وشتوتجارت وباريس ونيس وطوكيو وأخيرا فى كنيسة النورماندي.

الحزب الديمقراطى الأمريكى يتمزق، ومعه فرص هيلارى كلينتون التى وجه إليها ترامب لطمة كبرى أخرى حين أظهر الدور الذى لعبته فى صعود الإخوان لحكم مصر، وهو ما كشفته ـ أيضا ـ آن مارى سلوتر مديرة التخطيط فى وزارة الخارجية الأمريكية حين فضحت كذب هيلارى فيما ادعته من أنها كانت ضد عزل مبارك وتصعيد الإخوان على عكس أوباما وسوزان رايس.