خالد السهيل

تطرف "داعش" وإراقتها للدماء واستمرار الإرهاب الذي تمارسه في العالم العربي وخارجه، أفضى كما توقعنا سابقا، إلى نوع من الاستقطاب والارتياب تجاه المسلمين، مع كل عملية إرهابية تتبناها عصابة داعش في أوروبا، يهتز الحياد تجاه الأقليات المسلمة، ويتزايد التهديد لمستقبل المسلمين هناك. فرنسا بدأت تغص بالأصوات المتطرفة التي تطالب بإغلاق مساجد وإيقاف التمويل الخارجي لبناء مساجد، بل وصل الأمر إلى ظهور تهديدات بأن أي اعتداء ستتعرض له مناطق في فرنسا سوف يتبعه إجراءات انتقامية ضد المسلمين.

الصورة في فرنسا، تمثل نموذجا لحالة أوروبية شاملة، وهذا الاستقطاب والتطرف في ردود الأفعال يحقق الهدف النهائي الذي تتطلع له "داعش".

هذا الاستقطاب وردات الفعل المتطرفة من أوروبيين خارج إطار القانون، يمثل تربة خصبة تتوسل بها "داعش" لاستثمارها من أجل جذب مجاميع من أولئك المصابين بالهلع الذين يتوهمون أن الانتماء إلى "داعش" يمثل طوق النجاة. إذا نجحت "داعش" في التأثير على حالة السلام والأمن الاجتماعي الذي تعيشه الأقليات المسلمة، فإنها سوف تثير المزيد من الفوضى الذي يفضي إلى مزيد من الأضرار، من المهم أن يستمر التفهم العالمي، أن "داعش" حالة إجرامية شاذة، سوف تنتهي وتتلاشى وسيبقى التعايش بين الديانات المختلفة في الشرق والغرب مسألة تتسق مع النسق الاجتماعي والسياسي الذي تقوم عليه المجتمعات.

إن سعي "داعش" ودعاة متطرفين مسلمين وغير مسلمين إلى ضرب السلام الاجتماعي العالمي مسألة تتطلب وقفة صارمة، لقد ثبت أن الحروب الدينية والعرقية نتائجها وخيمة، لقد عانى العالم منها طويلا، ولا ينبغي السماح للمحرضين باعتلاء المنابر وتجهيز خامات التطرف التي تصنع الإرهاب والإرهابيين، إننا في حرب استثنائية ضد الإرهاب، حرب هدفها حماية دولنا ومصالح المسلمين في مختلف أرجاء العالم، ينبغي ضرب التطرف بيد من حديد.