&سعيد الحمد&

كما هو متوقع مع الاجراءات القانونية والدستورية الأخيرة فقد ارتفعت جرعات التحريض والتضليل المجهولة بما يؤشر الى حالة إرباك وارتباك وضبابية الرؤى أمام القانون وأمام تطبيقه، وهي حالة تصيب من اعتاد وتعود الخروج عن القانون أو من اعتاد على العمل والنشاط خارج مظلة القانون ودون مراعاة له.


وهذه الجماعات المتمردة استعذبت اللعب خارج اطار القانون لسنوات عديدة تجاوزت الخمس تمادت فيها في تحدي القوانين بشكل علني وسافر، حتى ظنت أنها فوق القوانين وأنها لا تخضع لما يخضع له المواطنون العاديون الذين لا ينتمون إليها.


وأغواها ذلك الظن حدود الوهم والانتفاخ بالغرور والخيلاء والتباهي في وسائل ووسائط الميديا بالنيل من قوانين البلد واستصغارها والاستهزاء بها، بما أشاع في أوساط صبية الجهل من أتباعها ومواليها وأنصارها ثقافة الاستهزاء واستصغار القوانين والتعالي المفرط في سلوكيات يومية صغيرة أو كبيرة تتجاوز القوانين عن عمد وتقصد وبصلف جاهل استفز الناس والمواطنين بشكل كبير، فارتفعت أصواتهم تطالب بتطبيق وإنفاذ القوانين على الفئة الخارجة على القوانين في بلادنا حتى تعود للقانون هيبته فيحفظ أمننا الاجتماعي من الانزلاق الى مصير بلدان سقط القانون فيها فسقطت وتهاوت وتمزقت.


وهكذا في استجابة وفي توقيت مدروس تم العمل بالقوانين وإنفاذ موادها ضد الخارجين على القانون في محاولة جادة لاعادة العربة على سكتها الصحيحة، ما انعكس في ردات فعل خائبة وتائهة وفاقدة للبوصلة بحيث ارتدت عليها ردات فعلها بشكل سلبي وسيئ فلا طالت بلح اليمن ولا عنب الشام.
فردات فعل بعض الخارجين على القانون كانت ذاتية حائرة وخائرة ومجرد كلمات احتجاج باهتة بلا لون وبلا طعم وبلا مذاق أو رائحة سوى رائحة الشتائم والسباب المنفعل والمجهول المصدر وغير المنسوب الى جهة أو الى اسم معلوم، فكان المجهول عنوان بيانات ركيكة وضعيفة اعتمدت التضليل لغة والمبالغات أسلوبًا لم يستطع ان يحرك «داعوس» واحدًا في ممر ضيق.


وظلت هذه البيانات مجهولة المصدر تكتب في الظلام وتنشر عبر وسائل التواصل فلا تتعدى حدود مساحة النشر الضيق ثم تفر هاربة من الموقع متدثرة بالمجهول الذي منه جاءت واليه عادت.
واللافت ان الناس في بلادي اكتشفوا لعبة البيانات المجهولة المصدر مبكرًا فكان اهتمامهم بها شبه معدوم ولم تترك فيهم قلقًا على الأوضاع الأمنية التي يثقون أنها في أيدٍ مخلصة وأمينة وقادرة على ضبط الأمن وفق القوانين والأنظمة وبما يضمن سيرًا طبيعيًا اعتياديًا لحياة الناس في رواحهم وغدوهم.


واللافت اكثر أن الشارع المستهدف بتلك البيانات التحريضية لم يعرها اهتماماً ولم يستجب لها ولدعواتها المشبوهة بعدما ذاق حجم الخسارة التي تكبدها من هكذا أساليب تحريض وتجييش دفع ثمنها وحده فقط دون ان يدفع آخرون معروفون لديه شيئاً يذكر.


ومشكلة مأزقهم ان مجموعة مواقعهم انجرت وهي تضيق باختناقاتها الى نشر مثل هذه البيانات المجهولة المصدر والهوية وعممتها بشكل ساذج ومثير للمستوى الذي بلغة مشرفو تلك المواقع وهم يبحثون عن «قشة» يتعلقون بها قبل ان تغرق مواقعهم حتى ولو كانت في الخارج في بحر النسيان فينقطع عنها التمويل الايراني والاجنبي الذي تقتات عليه وترزق منه في غربة السياحة السياسية التي اختارتها لتهرب بجلدها من متابعة ورصد العمامة لسلوكياتها التي ليست فوق مستوى الشبهات التي رسمت حدودها عمامة الوصاية لأتباعها الذين وجدوا في «المنفى الاختياري» مساحات لهم مفتوحة بعيدًا عن عمامة الرقيب الحسيب.