مطلق بن سعود المطيري

&الفشل قد يكون بداية نجاح قوية لا تعرف الانكسار، إن امتلك صاحب التجربة الفاشلة الارادة الشجاعة لاتخاذ قرارات مصيرية يستمدها من اسباب الفشل ذاته، الحكومة اليمنية الشرعية مرت بهذه التجربة الفاشلة في مفاوضات الكويت، فشل لا تتحمل اسبابه بالكامل ولكنها تتحمل تبعاته بالكامل بصفتها تمثل الشرعية السياسية للشعب اليمني، وكل نظام سياسي يواجه ازمة كبيرة ويتعثر في الوصول لحل لتلك الأزمة يكون أمام خيارات صعبة، فإما ان تضعف ثقة مؤيديه به وينتقلوا للطرف الآخر، وإما أن يهرب، أو يواصل الفشل الى ان تنهار كل المصدات التي تحميه..

&الشرعية تعني تحمل المسؤولية بالكامل أمام الشعب، ولا تعني ان ينقسم الشعب بسبب وجودها الى فاشل وآخر ناجح.

&في الازمة اليمنية الى هذه اللحظة الشعب اليمني جميعه يشعر بالفشل، وجميعه ايضا حريص على الخروج من دائرة الفشل، والأكيد ان الشعب فقد أغلب ثقته بالحكومة ليس لانها ليست شرعية، بل لانها عاجزة سياسيا عن مواجهة التحديات المصيرية، المتمثلة بوجود الحوثي والمخلوع، وأكثر ما تعمله تلك الحكومة اليوم هو الانتظار لترى كيف يمكن ان تحسم قوات التحالف المعركة لصالح شرعيتها، فسياسة الترقب هذه والانتظار تستنزف شرعيتها بشكل قد يجعلها في المستقبل تعترف انها لا تمثل سوى محافظة واحدة، نعرف ان الحكومة اليمنية اضافة الى شرعيتها فهي حكومة وطنية تعمل على انهاء الانقلاب التدميري ودحر المخربين، وتماشيا مع خطها الوطني الذي عاهدت الشعب اليمني عليه، ووطنية اليمني جزء كبير منها محمي بقوة عربية تشترك مع الاشقاء في اليمن بالهوية والتاريخ والمصير، وقدمت من أجل ذلك الشهداء والمواقف والأموال، ولكي يخرج اليمن من أزمة فشل المفاوضات وضعف المبعوث الأممي ومؤسسته الدولية وامينها العام، عليه ان يتجه الى خلق شكل سياسي جديد، شكل يعبر عن حالة الحرب التي يمر فيها، وعن القوة المشاركة، لذا قد تكون فكرة تشكيل مجلس سياسي يتكون من قوات التحالف ومن بعض أفراد الحكومة اليمنية، ليعبر سياسيا عن مواقف الشعب اليمني في الأزمة فقط، فثقة الشعب اليمني اليوم سياسيا تميل الى قوة التحالف أكثر من غيرها، وكذلك تقدم للشعب اليمني رسالة اطمئنان بأن التحالف من أجل الحصول على حقوقهم وأرضهم تحالف مصيري، فمجلس او هيئة سياسية تتشكل من مجلس التعاون واليمنيين ربما يكون هو الخطوة التي ينتظرها الشعب اليمني ليشعر بالقوة التي تسانده سياسيا بعدما رأى المساندة العسكرية.

&

هذه الفكرة جاءت من وحي فشل المفاوضات بالكويت، ومن تطلعات الشعب اليمني للمواقف السياسية الخليجية، فدول الخليج تشارك اليمن في ازمته عسكريا وسياسيا وشعبيا، مثل هذه الهيئة لو نجحت ستكون هي النواة التي تضع الأساس لانضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي. الوضع في اليمن اليوم نفسي اكثر منه سياسيا وعسكريا، ومن استطاع ان يجند معنويات الشعب لصالحه كسب المعركة، والمعنويات الشعبية اليمنية تتجه لاشقائها في الخليج فهل نستثمر ذلك؟