&كشف مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ، الأمير خالد الفيصل، عن رفع مشروع للمقام السامي لوضع تنظيم مؤسسي لسوق عكاظ، بحيث تصبح له صفة نظامية واعتبارية.

وقال في حديث إلى قناة (mbc) أمس إنه ربما تكون هناك مؤسسة أو هيئة أو مركز وفق ما يراه خادم الحرمين الشريفين، مضيفا بأنه لا يصح أن يرتبط السوق بشخص واحد أو باجتهاد مجموعة ما.

الملك فيصل والسوق

روى الأمير خالد الفيصل في الحوار تاريخ سوق عكاظ والبحث عن عكاظ التاريخي الذي بدأ البحث عنه في عهد الملك فيصل، وقال: إنه يجب أن يذكر أهل الفضل في إحياء سوق عكاظ الحديث ويشكرون، فالفضل في ذلك للملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- عندما بدأ بالبحث عن سوق عكاظ وتحديد مكانه، وأضاف: تشرفت في يوم من الأيام أن أكون في معية الملك فيصل وقد قام برحلة قصيرة خارج الطائف وتناول الغداء في شعيب واد بجانب الهضبة التي عليها سوق عكاظ، وتحدث عن تحديد المكان، وكنت معه أنا وأخي الأمير سعود الفيصل والأمير بندر الفيصل، رحمهما الله، وكان مع الملك فيصل في ذلك اليوم الأمير مشعل بن عبدالعزيز والأمير سلطان بن عبدالعزيز، والأمير فيصل بن سعد والأمير فهد بن سعد، وكان الحديث كله في ذلك اليوم في ذلك الوادي الصغير في العرفاء في الطائف عن سوق عكاظ.

وزاد: الملك فيصل شكل لجنة في وقت سابق مكونة من محمد بن بليهد وعبدالوهاب عزام واستعانا ببعض الخبراء معهما وحددوا سوق عكاظ، وأن لا غبار على الموقع الذي حُدد، ووافق عليه الملك فيصل، وقرر أن هذا هو مكانه، وأنا كنت موجودا في ذلك الوقت معه، وأذكر هذا المكان منذ ذلك الحين.

دور الملك عبدالله

أكد رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ أن الملك عبدالله -رحمه الله- أمر بالموافقة على إقامة أول حفل لافتتاح سوق عكاظ الجديد في عهده، وأنابني في حضور ذلك الحفل، وكانت حفلة مختصرة وبدائية.

وتذكر أن عبدالعزيز بن فهد بن معمر محافظ الطائف قال وقتها: إنه لا توجد استعدادات ولا إمكانات لذلك، فوجهت بأن نقيم الحفل لأن الأهم أن تكون هناك بداية ولو بالقليل، وكانت حينئذ بداية متواضعة في ذلك الوقت -قبل عشر سنوات-، وكان المهرجان متواضعا جدا، ثم بدأ يتحسن في كل عام حتى وصل في عامه العاشر هذا العام إلى تطور كبير جدا، ولله الحمد.

وأشار الأمير خالد إلى تدخل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بقيادة الأمير سلطان بن سلمان الذي كان له الدور الأكبر.

تأييد الملك سلمان

أوضح أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيد فكرة إقامة السوق، حتى إنه فكر فعليا بحضور حفل الافتتاح، مبينا أنه عندما تشرف بالحديث معه في ليلة افتتاح السوق كان يود -أيده الله- أن يطمئن على سير الأمور في السوق في ليلة الافتتاح، وحمله رسالة للحاضرين ولضيوف السوق. وقال: خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- من أول المهتمين بمثل هذه الفعاليات الفكرية والثقافية والحضارية التي بدأت الآن في المملكة العربية السعودية، وبدأت تخرج على مستوى الوطن العربي، راجيا أن تكون في المستقبل على مستوى عالمي.

ولفت إلى أن شباب السعودية يستحق كل تقدير وكل اهتمام لأنه أثبت على مدى السنوات الماضية منذ تأسيس المملكة حتى هذا اليوم أنه في مكان المسؤولية وفي محل المسؤولية، وكفؤ لأن يمثل الإنسان العربي المسلم القدوة في المبادئ والأخلاق الإسلامية والاعتدال الإسلامي، وكذلك في الشيم والأخلاق العربية وفي الشخصية السعودية المميزة التي شرفها الله -سبحانه وتعالى- لأن تكون بجانب بيت الله الحرام وبجانب مسجد رسوله الكريم.

تطوع

أوضح الأمير خالد الفيصل في الحوار أن اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ لجنة تطوعية، حيث إنه طلب من إخوانه وزملائه ومن المسؤولين الحكوميين ومن بعض القطاع الخاص أن يساعدوا في الإشراف على سوق عكاظ، ووافقوا مشكورين، وهذا تطوع منهم، وللسوق حتى الآن عشر سنوات وهو يعمل وحقق كل هذه النجاحات وليس له صفة اعتبارية. وبين أنه يجب أن لا ينحصر سوق عكاظ على السعوديين وإنما يكون ذلك بمشاركة العرب، حيث فاز الكثير من العرب بجوائز سوق عكاظ، وأن هناك عشر جوائز للسوق ربما تزيد الجوائز في الأعوام القادمة وربما تدمج بعضها، وهذا يتوقف على اللجان التي ستشكل لتطويرها، وعلى ورش العمل التي ستعقد بعد الحج -بإذن الله- لمناقشة تطوير الفعاليات.

دور الأندية الأدبية وجمعيات الفنون&

تحدث أمير منطقة مكة عن أهمية أكاديمية للشعر العربي، قائلا: إنها تعد أول أكاديمية في العالم العربي تعنى بالشعر العربي الفصيح، مضيفا أنه تم ربطها بجامعة الطائف بحكم أنها أكبر صرح علمي وثقافي يقع بالقرب من موقع السوق التاريخي.

وعن جادة عكاظ أوضح أنها من أكبر العناصر الجاذبة في سوق عكاظ لما تتضمنه من المسرح المفتوح الذي يشارك فيه مطوعون.

وذكر الأمير خالد الفيصل أن الفنون يجب أن تكون من أهم اهتمامات سوق عكاظ، وذلك إسهاما في إذكاء الحركة الفنية بالسعودية.

وكشف أمير منطقة مكة المكرمة عن فكرة إشراك جميع الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون بالمملكة العام المقبل، بحيث تبدأ المسابقات من عندهم عن طريق عمل تصفيات أولية لتكون التصفيات النهائية لدى لجان سوق عكاظ، كما كشف عن فكرة استبدال الحفل الافتتاحي بالحفل الختامي بحيث يتم تكريم الفائزين في المسابقات التي تقام أثناء الفعاليات.