&شملان يوسف العيسى

بدأت الدول الغربية وبعض الدول العربية تراجع سياساتها الخاصة بمنح الجنسية للأجانب بعد تزايد العمليات الإرهابية الجهادية التي يرتكبها المهاجرون القدماء والجدد ضد أبناء وطنهم الجديد من الناس الأبرياء المسالمين في الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية.

الحكومة الألمانية التي استقبلت حوالي مليون لاجئ من الدول العربية والإسلامية، بدأت تطرح إجراءات وقوانين أكثر تشدداً لمكافحة الإرهاب، وقد باشرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومستشاروها بوضع خطة تتكون من 9 نقاط لمحاربة الإرهاب، تتضمن حظر لبس النقاب، وإلغاء الجنسية المزدوجة، وفرض رقابة مشددة على مصادر التمويل الخارجية للجمعيات الإسلامية، وتسفير أئمة المساجد من دعاة الكراهية بين الأديان، وسحب الجنسية الألمانية من الألماني الذي يحمل جنسية أخرى إذا ثبت أنه حارب إلى جانب منظمة إرهابية.

هذه الإجراءات الغربية متوقعة ونتيجة طبيعية لسوء استغلال الحرية من قبل بعض المتطرفين من العرب والمسلمين، حيث قام بعض المهاجرين الجهاديين بتفجيرات إرهابية في كل من باريس وبلجيكا ونيس والولايات المتحدة وألمانيا.

الدول الغربية التي استقبلت مئات الآلاف من المهاجرين العرب والمسلمين لاعتبارات إنسانية، حيث رفض إخوتهم العرب والمسلمون استقبالهم، تجد نفسها محتارة وقلقة ولا تفهم لماذا يقوم مهاجرون فقراء وبسطاء تم استقبالهم والعناية بهم، بعمليات إرهابية ضد الدول التي وقفت معهم وساعدتهم؟

بالتأكيد هناك أسباب كثيرة، ربما تكون قد دفعت هؤلاء المسلمين والعرب لارتكاب جرائمهم، ولا يتسع المجال لذكر كل الأسباب هنا، لكن الأمر المؤكد هو أن هؤلاء أساؤوا لسمعة ملايين العرب والمسلمين المقيمين في أوروبا، فهذه القلة الجهادية المجرمة تريد أن تخلق أزمات وحروباً أهلية في هذه الدول الديموقراطية العريقة. الغرب اليوم بدأ يدرس ظاهرة الإرهاب في العالم ولن يتردد في اتخاذ إجراءات قوية لحماية بلدانه.

والسؤال الآن هو: هل إجراءات مثل سحب الجنسية وإبعاد الإرهابيين من بلدان أوروبا وأميركا، ستكون كافية لردع الإرهابيين والمتطرفين عن اقتراف جرائمهم؟ الجواب حتماً بالنفي، لكن الإجراءات المتشددة ستفرض على المقيمين المهاجرين من العرب والمسلمين اتخاذ قرارات حاسمة، فإما أن يختاروا قبول مجتمعاتهم الجديدة والانصهار فيها والعمل على تحسين أوضاعهم المعيشية في بلدان المهجر، أو العودة إلى بلدان المنطلق التي قدموا منها.

كثير من الجاليات الأخرى، غير العربية وغير المسلمة، خاصة من الآسيويين والأفارقة والأميركان اللاتين والمهاجرين القادمين من أوروبا الشرقية.. كلهم انصهروا في مجتمعاتهم الغربية الجديدة، وكذلك فعل المهاجرون العرب سابقاً الذين هاجروا لأوروبا في القرون الماضية.

&

لكن ماذا عن الدول العربية وكيف تعاملت مع الإرهابيين من أبنائها؟ في السابق، وتحديداً في مصر والجزائر والعراق وغيرها، كانوا يقدمون للمحاكمات ويتم الحكم عليهم بالسجن أو الإعدام.. أما الآن فنجد بعض دول الخليج تتخذ إجراءات بسحب الجنسية من الإرهابيين.