يوسف القبلان

أجبرت استطلاعات الرأي المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب على التراجع عن تصريحاته المتطرفة ضد الأقليات وضد المسلمين.

هذا المرشح الذي ملأ الدنيا بالضجيج والشعارات التي تغذي العنصرية والكراهية والتطرف جعلت بعض المحللين يتساءلون: هل يريد ترامب فعلا أن يكون رئيسا لأميركا؟!

الإجابة عن هذا السؤال تكمن في تراجع ترامب عن أفكاره المتطرفة وإساءاته بعد أن تحدثت لغة الأرقام منذرة بخسارته الأمر الذي دفعه لتغيير الفريق الذي يدير حملته الانتخابية.

الواضح إذن أن ترامب بعد أن تراجع أمام هيلاري قرر أو قرر فريق عمله أن يتراجع عن أفكاره وأقواله. تراجع عن قضية المهاجرين وقال إنه سيتعامل معهم بإنصاف وانسانية. تراجع عن اتهام أوباما وهيلاري بتأسيس داعش. تراجع عن تصريح يتعلق بتسليم فدية لإيران. وكان يطالب بمنع المسلمين من دخول أميركا، والآن يقول إنه مجرد اقتراح، ثم وصل مستوى التراجع الى التعبير عن أسفه لاستخدام كلمات جارحة أثناء الحملة. يقول: (أحيانا في ذروة الجدال والحديث عن قضايا متعددة، لا يختار المرء الكلمات المناسبة، أو يقول الشيء الخاطئ.. لقد فعلت ذلك وأشعر بالأسف خصوصا تلك التي ربما سببت ألما شخصيا).

هذا التراجع غير المتوقع، وظهوره متحدثا بنبرة هادئة جعلت بعض المعلقين يقترح عرضه على فحص سيكيولوجي. بينما يرى تعليق آخر أن ترامب يتكلم قبل أن يفكر. وعندما فكر أو فكر له أحد بالنيابة كان لابد أن يتراجع. وهناك من يرى أن شخصيته بعد التراجع لا تعكس شخصيته الحقيقية حتى إن أحد مؤيديه تمنى أن يعود الى طبيعته!

المؤكد أن ترامب أدار حملته الانتخابية بطريقة انقسم حولها الأميركيون بما في ذلك الحزب الجمهوري الذي يمثله، وأصبح لدى كثير من الناخبين قناعة بأن هذا الرجل يفتقد السمات الشخصية، والخبرة التي تجعله مؤهلا لرئاسة أميركا.

لم يكن أحد يتوقع أن يتراجع ترامب عن أفكاره وأقواله، ولكنه فعل بعد تراجع شعبيته. فهل سيخدمه هذا التراجع في حملته الانتخابية، أم سيكون هو المؤشر الواضح على أنه خسر الانتخابات قبل خط النهاية بمسافة بعيدة؟

[email protected]