مغادرة وفد الحكومة اليمنية مشاورات السلام اليمنية المنعقدة في الكويت، بعد توقيعه على مشروع اتفاق قدمته الأمم المتحدة للحل في اليمن، فيما رفض وفد جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي العام التوقيع عليه، لا يخلو من تغيرات، تتمثل في اجتماع ولقاء الفرقاء، بعد حين وبعد ازدياد القتلى والجرحى في المعارك.

تأكيد جانب الحكومة اليمنية ان مغادرة الوفد الحكومي الكويت لا تعني انهاء المشاورات.. وان الأطراف متفقون على استمرار المشاورات ووضع آليات العمل، ويبقى تأكيد المبعوث الأممي على أن الأيام المقبلة ستخصص لاجتماعات مكثفة مع رموز المعارضة، ومع بعض أعضاء المجتمع الدولي المعنيين بالشأن اليمني وللتحضير للخطوات المقبلة، أمرا ضروريا لجمع أطراف الخلاف على طاولة واحدة، خاصة ان الكويت دائماً سباقة، فعليا وتاريخيا، لا تتأخر من اجل الوصول الى حل سلمي، هدفه حقن الدماء، في بلد عربي شقيق يوصف دائماً بانه «اليمن السعيد».

وجود التظاهرات الداخلية، كما حصل في صنعاء ومدن اخرى، بالصورة المختلطة الشعبية، يذكر بأحداث الوقوف الشعبي المليوني المصري، والذي كان مفخرة مصرية سجلت في التاريخ، كلمة الشعب، التي أرادت تأكيد ان مصر بلد التعدد الديني والطائفي، المتميز بالتسامح وقبول الآخر، والباب لم يكن مفتوحا لغير ذلك.

وهذا الامر، لا يبعد كثيرا عما حصل ويحصل في الاحداث في سوريا، وكذلك العراق، فالتدخلات الخارجية والإرهاب المدفوع الأجر، الذي نجحت بعض أهدافه، يجب معه إبراز الدور الشعبي، وحرية ودمقرطة الاختيار، بحيث يبقى ديدن جميع الأطراف، وعلى الأخص ان الخراب والتدمير الممنهج يحتاج الى عقود واجيال عديدة لإعادة البناء.

ما يهم وجود التزام من الأطراف في اليمن، وضع خطوات جادة لانجاح الجهود المبذولة من قبل الامم المتحدة، او من الكويت ودول اخرى، فيظل الهدف من الجميع جمع الشتات، وانجاز وتحقيق أسمى أهداف الامم المتحدة المتمثلة بالحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.

لبيد عبدال