&مرسى عطا الله

بداية لابد من تسجيل ملاحظة ضرورية وهى أن الولايات المتحدة الأمريكية مازالت تسعى بأساليب ووسائل جديدة لإحياء رسم خريطة جديدة للمنطقة ودون أن يكون لدى واشنطن أى تحفظ على وجود دور لروسيا فى الأزمة السورية رغم أنه من الصعب القول بانتهاء الخلاف بين روسيا وأمريكا بشأن كيفية التعامل مع الملف السورى والمرتبط ارتباطا وثيقا بالملف الأهم والأخطر وهو ملف الحرب على الإرهاب.

وفى اعتقادى أن النقطة الأهم فى خلافات روسيا مع أمريكا بشأن الشرق الأوسط تكمن فى عدم قبول روسيا لمجمل الأجندة الأمريكية القائلة بأن نقطة البداية نحو شرق أوسط جديد تكمن فى نشر الديمقراطية وفرض مفاهيم الحرية وفق المقاييس الأمريكية وما يستلزمه ذلك من استبعاد أى دور لنظام الأسد فى صياغة مستقبل جديد لسوريا بينما يرى الروس أن نقطة البداية تكمن فى سرعة التحرك للقضاء على الإرهاب وأن تكون الكلمة بعد ذلك لشعوب المنطقة فى اختيار حكامها وبما يعنى عدم استبعاد رحيل الأسد إذا قرر الشعب السورى ذلك وقد نجح بوتين فى إقناع أردوغان وأدى إلى إعلان رئيس وزراء تركيا عدم ممانعة بلاده فى استمرار الأسد خلال المرحلة الانتقالية.

ومعنى ذلك أنه يتحتم على شعوب وحكام المنطقة سرعة وصحة الإدراك بأن الدنيا تغيرت وأن قواعد اللعبة تغيرت وأنه يجب التحسب لما هو محتمل على ضوء ما هو منتظر من متغيرات بعد انتهاء دور أردوغان كسمسار معتمد للمشروع الأمريكى ومقامرته بالارتماء فى أحضان موسكو وتهديده بأن مستقبل علاقات أمريكا مع تركيا مرتبط بتسليم المعارض التركى فتح الله جولن وهو ما يعتبره كثيرون أمرا يثير الدهشة حول حليف أمريكا التقليدى الذى استمرأ الطمع فى كل شيء وربما يخسر فى النهاية كل شيء.. ويتجدد السؤال: ترى من سيرحل أولا.. أردوغان أم الأسد؟.

خير الكلام:

<< بئس من يأخذ ولا يعطى ومن ينصح ولا ينتصح!