&&خلف الحربي

بفضل من الله ثم بفضل يقظة رجال الأمن تم إحباط عمليتين انتحاريتين كانتا تستهدفان مسجدا في القطيف ومطعما في تاروت، كان يمكن أن تكون تلك الليلة مفتاحا لليالي الفتنة الطويلة الدامية، مثل تلك التي يئن من ظلماتها الملايين من أشقائنا في الدول العربية المجاورة، ولكن الله لطف بهذه البلاد وأهلها ومكن رجال الأمن من قتل أحد الإرهابيين والقبض على اثنين آخرين.

من هنا.. من تلك الليلة التي تغير مسارها لتمر بردا وسلاما على البيوت الآمنة يمكننا القول إن مواجهة تنظيم داعش وكل من يتعاطفون معه أهم بكثير من مواجهة إيران لأنك لن تستطيع هزيمة الخصم الذي يقف أمامك ما دمت مشغولا بتفادي طعنات الخصم الذي خرج من بين صفوفك ليطعنك من الخلف.

فلولا أفعال داعش والتنظيمات التكفيرية المشابهة لها في سوريا والعراق لما توفرت أجواء الفتنة الطائفية التي شجعت إيران وميليشياتها على التدخل العلني في هذين البلدين العربيين الكبيرين، وداعش دون شك تسعى إلى صناعة مثل هذه الفتنة في السعودية - مثلما خططت تلك الليلة - ولو نجح مخططها الآثم فلن يستطيع أحد توجيه اتهام جاد لإيران حتى لو كانت المستفيد الوحيد لأن المنفذين ببساطة شديدة خرجوا من بين صفوفنا ليغدروا بنا جميعا.

لذلك فإن دعمنا القوي والصريح لوحدتنا الوطنية ونبذ الطائفية بكل صورها هو أقل ما يمكن أن نقدمه كمواطنين في سبيل محاربة داعش، فما فائدة أن يستنكر الإنسان الحزام الناسف الذي يرتديه الداعشي ما دام يحمل في رأسه فكرا شبيها بفكره التكفيري الطائفي؟ وما قيمة أن يكره أي شخص سياسات إيران التي مزقت الدول العربية المجاورة مادام يشارك في تحقيق أهدافها من خلال تبنيه لخطابات الكراهية في بلاده؟!

باختصار تضامننا (سنة وشيعة) هو مصدر قوتنا التي تعيننا على هزيمة داعش، وبالتالي تفويت الفرصة على إيران وكل من يواليها في اختراق صفوفنا وتشتيت جمعنا، وكي لا يضيع إنجاز رجال الأمن في تلك الليلة نقول: حاربوا داعش وفكر داعش إن كنتم تتمنون حقا سقوط مخططات إيران.