& مشاري الذايدي&&

لم يمض عام على تعيين السفير السعودي ثامر السبهان في بغداد، حتى أفلحت إيران في استبعاد الوجود السعودي من عاصمة المنصور.

ميليشيات الحشد الشعبي، بقيادة كتائب خراسان، المنضوية «عضويا» في الحرس الثوري الإيراني، كانت قد خططت لاغتيال السفير السعودي، وافتخر بذلك وحرض عليه علنا لذلك، أوس الخفاجي، قائد كتائب أبو الفضل العباس، أحد فصائل عصابات الحشد الشعبي التابع للحرس الثوري الخميني.

الجريمة كانت قيد التنفيذ، وكان خيرا لثامر السبهان، وللعلاقات السعودية العراقية، ألا تحصل هذه الكارثة التي كانت تخطط لها أجهزة الشر الخمينية، للتفرد بالساحة العراقية، من خلال حكومة هزيلة، لا تملك أدنى مقاومة تجاه التغول الإيراني.

السعودية أدركت أهداف الخطة الإيرانية؛ ولذلك رد السفير السعودي في بغداد، ثامر السبهان، على مطالبة وزارة الخارجية العراقية باستبداله، قائلا إن «سياسة السعودية ثابتة ولا ترتبط بالأشخاص، وهي لن تتخلى عن عروبة العراق».

وذلك دحضا للحجج الواهية للخارجية العراقية، التي حاولت «شخصنة» المسألة بتصرفات السفير وتعليقاته، وكأنه يمثل نفسه وليس سياسة بلاده!

المضحك أن أحمد جمال، المتحدث باسم الخارجية العراقية، ووزيرها هو الدعوي المعروف، إبراهيم الجعفري، قال منتقدا تصريحات السبهان، إن «آخر التصريحات كان ما ادعاه السفير عن وجود مخطط لاغتياله». وأضاف، غفر الله لنا وله: «طالبناه والجانب السعودي بتقديم أي أدلة أو وثائق تثبت وجود هكذا مخطط، وإلا سنعتبر الموضوع فبركة إعلامية».

هل حديث أوس الخفاجي كان باللغة الفيتنامية مثلا! لقد كان اعترافا صريحا، والاعتراف هو سيد الأدلة.

صحيفة «الشرق الأوسط» كشفت عن مؤامرة لاغتيال السفير السعودي ببغداد «باستهداف سيارته المصفحة بصواريخ آر بي جي 7».

الحق أن التوتر من قبل الطبقة السياسية الشيعية في العراق، من عودة العمل السعودي للعراق من خلال شخص السفير السبهان، كان واضحا من البداية، ومورست عليه حملة تخويف نفسي، وتشويه، لكن السعودية أصرت على تعيين سفيرها، طبعا بعد مفاوضات مع حكومة العراق، وكان العبادي نفسه متحفظا على شخص السبهان، ولكن مشت الأمور، بصعوبة، انتهت قبل مرور عام، باستدعاء السفير للرياض.

هناك حملة إرهاب إيرانية لأي حضور سعودي في العراق، وكانت تحركات السفير السبهان مقلقة للمخطط الإيراني، وعصاباته، في العراق؛ فالرجل سعى لتذكير العراقيين بهويتهم العربية، وحضارتهم المتصلة بالمحيط العربي، وهذا آخر ما يريده أتباع ولاية الفقيه.

هذه جولة في الحرب، ليست كل الحرب، وكما نقلت صحيفة «الوطن» السعودية عن السبهان: «لن نتخلى عن العراق».

&

&&

&