إدريس الدريس&&&&

&كل التباشير تشير إلى اقتراب ساعة الحسم لمعركة الحزم، وبالتالي إعادة الأمل لإخواننا في اليمن كما لبقية العرب

&للأسف لقد أصبحنا في عالم يشبه عوالم الغابات التي لا يُلقى فيها بال إلا للقويُ، ولا يحترم إلا الواثق من نفسه والمتكلّ على مصادر قوته، من هنا فإن التحوّط والحذر الذي التزمته قوات التحالف في مواجهة تمرد وتنّمر ميليشيات الحوثي والمخلوع قد بلغ منتهاه واستوفى غرضه، خاصةً أنه كما بدا واضحا لم يُفهم على مقصده من قبل المتمردين الذين ماطلوا وأطالوا أمد المفاوضات ليقوموا خلال ذلك بحشد قوّاتهم على حدود المملكة لنكتشف بعد ذلك أن ميليشيات الحوثي والمخلوع كانت تتعمد التمطيط والتمديد والتسويف لأنها ترجو بذلك تدخلاً من القوى الكبرى، وتتحرى أن تمارس منظمات حقوق الإنسان ضغوطاتها الانتقائية، فيما هي تنتظر أن يجعلها بعض المدد الإيراني الذي يصلها تهريبًا قادرة على الصمود والتحمّل.

وكنا قد سمعنا من اللواء أحمد عسيري المتحدث باسم قوات التحالف التأكيد مرارا على قدرة التحالف في حسم المعركة ودخول صنعاء التي هي على مرمى حجر، لكن قوات التحالف كما يقول اختارت أن تنحاز للحل السياسي، وذلك في محاولة لتجنيب صنعاء خسائر بشرية باهظة.

ونحن نعلم يقينًا أن التهيّب من ردود الفعل الدولية المنددة بما قد يحدث للمدنيين في حالة الاقتحام هو الذي أسهم في تأخير حسم معركة اليمن وإنجازها، لكننا بالمقابل قد تعلّمنا كيف تؤخذ الدنيا غلابا، ولنا في ما تفعله دول النفاق الكبرى حاليًا في سورية من قصف ورجم وقتل بواسطة البراميل والكيماوي، فإن كل ذلك هو ما يجعل دخول صنعاء وإنجاز المهمة ضرورة تُبرر البطش بكل المتكسبين من استمرار الحال في اليمن مُعلّقًا خاصةً ونحن نعلم أن أرواح المدنيين هي آخر اهتمامات المخلوع وزمرته، لاسيما وقد خبرناه كما خبره إخواننا في اليمن خلال فترة حكمه الدكتاتوري لأكثر من ثلاثة عقود، ونحن نعلم أن تكاليف هذه الحرب المادية والبشرية وما يتبعها من خسائر معنوية علينا في المملكة هي نتاج الضخ الإعلامي المتتابع، وما يكتنف هذا الاسترسال الإخباري من كذب وتلفيق وادعاءات يسوقها حلف المتمردين، وهو ما جعل التحالف يتجه مؤخرًا إلى شنّ الغارات المكثفة على العديد من المواقع والأهداف اليمنية في سبيل فك العزلة والحصار على تعزّ وما حولها، ثم تمهيدًا في نفس الوقت لدخول صنعاء وإنجاز المهمة.

إن كل التباشير القادمة من هناك تشير إلى اقتراب ساعة الحسم لمعركة الحزم، وبالتالي إعادة الأمل لإخواننا في اليمن كما لبقية العرب، ولعل ذلك يكون مؤشراً لبداية دحر التدخلات الأجنبية في الشأن العربي، وقد تكون هذه الخطوة بداية مشروع تحرير العرب من الاستخذاء والاستسلام للمخططات الصفوية وغيرها من المخططات المشبوهة والتي جعلت من الدول العربية كعكعة قابلة للاقتسام.