محمود معروف&

&تشهد الحدود الموريتانية المغربية توتراً بعد نشر جبهة البوليساريو المناهضة للمغرب دوريات بالقرب من عاملين مغاربة يعبدون طريقاً للحد من التهريب وتجارة المخدرات بالمنطقة.

وقال مسؤول في جبهة البوليساريو ان جبهته بدأت منذ يوم الاحد بنشر قوات لمنع المغاربة من استكمال تعبيد الطريق التي يلغ طولها 7 كلم ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون كلاً من المغرب وجبهة بوليساريو الى سحب الجنود والمقاتلين لمنع اي تصعيد في التوتر.

ويقوم المغرب، بعد عملية تطهير منطقة قندهار، القريبة من بلدة الكركرات الواقعة على الحدود مع موريتانيا، خارج الحزام الأمني، بتعبيد الطرق لتسهيل مكافحة المهربين، إلا ان جبهة البوليساريو اعتبرت العملية انتهاكاً لوقف اطلاق النار.

وقال بان كي مون الاحد انه «يشعر بقلق عميق من توتر الوضع في شريط فاصل ضيق في جنوب غرب الصحراء الغربية» بين الخط الذي يحد المغرب والحدود الموريتانية. ودعا الناطق باسم الامين العام للمنظمة الدولية في بيان الطرفين الى «تعليق كل عمل يؤثر على الوضع القائم، والى سحب كل العناصر المسلحين لمنع مزيد من التصعيد».

وأضاف ان بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (مينورسو) ستجري مفاوضات مع الجانبين لخفض لتوتر حيث ان الجنود المغاربة ومقاتلي جبهة البوليساريو يتمركزون في مواقع «قريبة من بعضها البعض» في الشريط الفاصل.

ودعا الأمين العام الطرفين الى احترام ترتيبات وقف اطلاق النار الذي يمنع أي توغل في الشريط الفاصل وأكد على أهمية وفاء كل من الطرفين بالتزاماته وفقاً للاتفاق العسكري رقم (1) وضرورة احترام روح ونص اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بينهما في السادس من ايلول/ سبتمبر 1991 تحت رعاية الأمم المتحدة.

وقالت تقارير نشرت في المغرب ان موريتانيا طالبت رعاياها بعدم الإقتراب من المنطقة الحدودية «الكركرات «، وذلك بعد توغل قوات جبهة البوليساريو في منطقة «قندهار»، و نشر عناصر عسكرية على مقربة من المعبر الحدودي السالف الذكر ونقل عن «الصحراء زووم» الموريتانية، ان قرار نواكشوط ياتي بالتزامن وقرار المغرب منع الأفراد و العربات التي تحمل وثائق مغربية من العبور بإتجاه الضفة الأخرى من الحدود.

وفي ظل استمرار الصمت الرسمي المغربي تجاه ما يجري على الحدود مع موريتانيا، تواصل جبهة البوليساريو حملتها الاعلامية والدبلوماسية.

وقال عبد الله لحبيب المسؤول عن الدفاع بجبهة البوليساريو، أنه على وعي تام وإدراك عميق من أن أي توتر بمنطقة الكركرات بعد قرار المغرب الخطير الذي ينتهك الاتفاق العسكري رقم1، ستكون تأثيراته خطيرة على الحفاظ على وقف إطلاق النار القائم.

وقال لحبيب في رسالة إلى قائد أركان بعثة المينورسو والقائد العسكري بالنيابة بمدينة العيون، حيث قيادة المينورسيو أن قوات الجبهة انتشرت بالمنطقة (الكركرات) لمنع أي نشاط مغربي خارج الجدار بما فيها منع مواصلة تعبيد الطريق التي شرع فيها بهدف تعديل الوضع القائم منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

واضاف لحبيب في رسالته لبوكوم عمار قائد أركان بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية والقائد العسكري بالنيابة «نظرا لخطورة الوضع، فإن مسؤولين كباراً من إدارتي وأنا شخصيا كانت لنا لقاءات واجتماعات مع بعثة الأمم المتحدة من أجل الاستفتاء بالصحراء الغربية للفت انتباههم إلى خطورة الوضع الناجم عن الأنشطة المستمرة للمغرب والتي تم توثيقها بالبراهين والأدلة الملموسة التي سلمت إلى إدارتكم وممثليكم».

وانتقد تاخر البعثة في التعاطي مع ما يجري، وتقريرها الذي انعكس في تصريح المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق يوم 18 اب/ اغسطس «مع الأسف الشديد لم يعكس نية في التعاطي مع التطورات القائمة مما شجع المغرب على التمادي في تنفيذ مخططاته المعدة سابقاً». وقالت الامم المتحدة في وقت سابق انها لم تلحظ نشاطا مغربيا بمنطقة الكركرات مخالفاً لاتفاق وقف اطلاق النار، وانها لاحظت مركبات مدنية تقوم بانشطة مدنية.

إلا ان مسؤول الدفاع في جبهة البوليساريو قال برسالته انه «يوم 26 اب/ اغسطس قدم مسؤول إدارة حفظ السلام لمجلس الأمن إحاطة يعترف من خلالها بأن ما قام به المغرب في منطقة الكركرات هو انتهاك وخرق للاتفاق العسكري رقم1».

وابلغ برسالته التي نشرها امس الاثنين موقع اخباري تابع للجبهة أنه وابتداء من صباح اول امس انتشرت قوات للجبهة بالمنطقة «لمنع أي نشاط مغربي خارج الجدار بما فيها منع مواصلة تعبيد الطريق التي شرع فيها بهدف تعديل الوضع القائم يوم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ».

وتحدثت تقارير ان المغرب ولتحاشي التوتر والاشتباك مع قوات البوليساريو اوقف عملية تعبيد الطريق التي انجر منها 3 كلم تقريباً من 7 كلم الا ان مصدراً مسؤولاً في الحكومة المغربية، اكد لموقع «الأيام24» المغربي، أن الأخبار التي تداولتها بعض المنابر الإعلامية بخصوص وصول معدات وقوات عسكرية تابعة لجبهة البوليساريو إلى منطقة «قندهار» وتدخلها لعرقلة أشغال تعبيد مقطع طرقي تقوم بإنجازه السلطات المغربية، لا أساس لها من الصحة. وأضاف ذات المصدر، أن جبهة البوليساريو، تعمل على ترويج مثل هذه الإشاعات بعد الفشل الذريع الذي منيت به تهديداتها للمنتظم الدولي وضغوطاتها على هيئة الأمم المتحدة التي لم تعر أي اهتمام لمزاعم الجبهة، مسجلة عدم ملاحظتها لأي تواجد عسكري مغربي بالمنطقة ومؤكدة أن ما تقوم به المملكة أمر طبيعي.

واعتبر أن المتضررين الحقيقيين من العمليات التطهيرية التي قامت بها السلطات المغربية هم قيادات البوليساريو ومسؤولوها العاملون بمختلف الأجهزة المشرفون والمحتضنون الفعليون لعمليات الاتجار في المخدرات والتهريب بكل أنواعه بالمنطقة، كما تدل على ذلك عملية حجز كميات من المخدرات بإحدى سيارات الشرطة التابعة للمرتزقة، أثناء مزاولتها لعملها يوم السبت الماضي.

وأشار المصدر الحكومي المغربي إلى أن جبهة البوليساريو بترويجها لهذه الإشاعات تحاول تهدئة الوضع داخل مخيمات تندوف بالجزائر (التجمع الرئيسي للاجيئن الصحراويين)، حيث تصاعد غضب وضغط الفئات التي كانت تستفيد من عائدات التهريب والعمليات غير القانونية التي كانت تعرفها المنطقة وخصوصاً تحويل المساعدات الإنسانية والتبادل التجاري غير المشروع بكل أنواعه.