&سمير عطا الله&&&

هل تبحث عن أهم درس في المتغيرات الدولية عبر التاريخ؟ تأمل جيدًا الصورة التذكارية لقمة العشرين. أولاً... أولاً، المضيف لم يكن في الماضي يزور أحدًا من قادة العالم، أو يستقبل أحدًا. صدِّق بالله كان يرفض استقبال الزعماء السوفيات لأنهم انحرافيون، ويتمتع باستقبال الزعيم الألباني أنور خوجا لأنه آيديولوجي صحيح.

وهذه المدينة المضيفة التي اختيرت موقعًا للقمة لأنها رمز التقدم التكنولوجي في الصين، كان أقصى التقدم التقني فيها الدراجات الهوائية، الدراجات النارية ترف رأسمالي إمبريالي رجعي ذيلي انحرافي. وفي الصورة أبرز شركاء اقتصاديين كانوا في الماضي لا يتبادلون من البضائع إلا الإرغامي، كشراء السوفيات للقمح الأميركي: الصين، روسيا، الولايات المتحدة، ومعها طبعًا أوروبا.

سوف تلاحظ وجود سيدتين؛ الأولى ناظرة مدرسة سابقة أصبحت زعيمة بريطانيا العظمى، والثانية ابنة قسيس متقشف أصبحت زعيمة ألمانيا التي هي «فوق الجميع». سوف تلحظ أن كوريا الجنوبية حاضرة بين كبار الأمم، والشمالية غائبة لأن زعيمها مأخوذ بهوايتين: إطلاق الصواريخ الباليستية صوب اليابان، وإعدام وزرائه قصفًا بالمدافع المضادة للطائرات لزوم الرحمة وتوفير العذاب.

سوف تلاحظ أنه لم يعد في هذا العالم المتغير زعماء عسكريون بثياب الماريشالية. الزعيم الصيني لا يرتدي زي ماو الموحد، ولا أحد من مواطنيه. وسيارات الفيراري كثيرة في هانغ تشو. والصحافيون الذين كانوا ينتظرون دهرًا للحصول على تأشيرة جاءوا بالمئات، أكثرهم من الدول الإمبريالية. وحضر زعيمان ببشرة سمراء: رئيس الولايات المتحدة ورئيس جنوب أفريقيا، آخر نظام عنصري على الأرض.

لاحظ معدل السن بين الضيوف: رئيس وزراء كندا جوستين ترودو في الأربعين، وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الثلاثين. الثاني كان الأكثر نشاطًا سياسيا بين جميع الزعماء: لقاءات عمل مع أوباما وبوتين والرئيس المضيف، ولقاء تعمد صاحباه إظهار مدى العلاقة في المرحلة الراهنة، بين رجب طيب إردوغان ومحمد بن سلمان.

قادة يتحدثون لغة واحدة ولو بلهجات كثيرة. لا حملات ولا عنف ولا تهديد ولا وعيد. أجل، هناك خلافات، لكن التصالح أوسع بكثير. هناك عوائق، ولكن هناك سعي. قبل ثلث قرن كان العالم مختلفًا تمامًا، وكان مستحيلاً أن يجتمع في الصين.

&&

&