فاتح عبد السلام&

&تخيلوا لو ان العراق بلد غير نفطي ، كيف كان حاله، وهو لا ينتج شيئاً ،ومنهوب بالفاسدين ،وليس هناك تخطيط استراتيجي نهضوي لصناعات يمكن أن تقوم فيه ، ولا أحد يخطط أبعد من نهاية الشهر واستلام الايراد.

&لا أريد أحداً منكم أن يقول لي انّ البلد غني بموارده وامكاناته . اذا كان كذلك لمَ لاتظهر الامكانات الآن في زمن العوز والفاقة الذي يعيشه العراق.&

هناك مَن يقول ان أية موارد سيكون حالها حال النفط وستجد طريقها الى جيوب أقطاب الفساد في البرلمان والحكومة ، ولن يكون الوضع أفضل مادام الفاسدون يتحكمون بالمفاصل الحيوية للبلاد ، ولا يستطيع الآخرون سوى الدوران في فلكهم أو الانزواء بعيداً في زوايا الاقصاء ، حتى لو كان العراق كله منجم يورانيوم وليس نفطاً.

&

&وهناك مَن يرى ان دول العالم لن تطمع في العراق غير النفطي وان أحداً لا يفكر باحتلاله سواء بجيش أمريكي مباشر أو بشكل مستتر تحت أغطية العمامات العفنة . النفط في هذا المنظور وفي ظل الفاسدين هو سبب شقاء بلاد الرافدين التي لا تعرف زراعة نافعة ولا صناعة تسد الرمق ولا تجارة تورد العملات الصعبة.

&

اين الحل ؟ هل يكفي اصلاح العملية السياسية من خلال حملة الشلع قلع التي حابت فلاناً وسكتت عن علان واقتنعت بالترقيع وربط الأوصال والأسمال.؟

&

خراب العراق هائل ، ربما غير مرئي للجميع في ساعة الاندماج بالمشاكل اليومية& ذات الطابع الدموي، لكن آثاره ستظهر على جيل كامل& سيواجه مصيراً مجهولاً وتركة ثقيلة من التردي في كل مجالات الحياة.

&

لدينا جامعات لكن المناهج انتهى مفعولها قبل اربعين سنة في العالم، ولعلي من الذين يعرفون أساتذة جامعات يجهلون استخدام الكومبيوتر والبحث من خلاله ولا يعرفون كيف يعمل في أغلب الاحيان ، وبعضهم لا يزال يتفاخر بهذه الميزة& كونه لم تسحقه موجة التكنولوجياً الإمبريالية وظل محافظاً على أصالته.. أي بالمعنى الصحيح تخلفه.

&هل فكرت أية جهة حاكمة في البلد أن تقيم خطة تجريبية لتسيير العراق من دون ايرادات النفط لشهرين أو ثلاثة ، ويمكن الاستعداد بسنتين من التهيؤ لهذه التجربة التي قد تكون حافزاً لاعادة برمجة الاقتصاد بما يجعله قوة بناء لا عامل هدم واستهلاك وتآكل .

&لأن أحداً غير معني بأي مقترح ،فأنا متأكد من استمرار الاتجاه نحو درجة أعلى من الفساد والانحطاط.