&خالد أحمد الطراح
&
منذ رفع العقوبات والاتفاق النووي، اتخذت ايران موقفا اكثر جدية من السابق في سياستها مع العرب، وبوجه خاص، وفي مقدمتهم الشقيقة السعودية على المستوى الدبلوماسي والديني والعسكري.
كلما تتعقد الاحوال والظروف في البلدان العربية، كما هي الحال في سوريا والعراق واليمن، نجد ايران تقف في وسطها وخلفها، حتى بلغ الامر بـ«قنصل ايراني» الاعتراض على محاضرة للاخ السفير عادل الجبير وزير خارجية السعودية في بلجيكا اخيرا، وتوجيه اتهامات لا تمت للحقيقة بصلة، حيث ربط خيوطا وهمية في علاقة الشقيقة السعودية بالارهاب باعتبار بن لادن الارهابي سعودي الجنسية! بينما كما يبدو ان الدبلوماسي الايراني يعتبر ما تقوم به بلاده من دعم لتنظيمات مسلحة عملا مبررا، علاوة على تدخل ايران السافر في اي تسويات سلمية في الوطن العربي، طالما لدى طهران مصالح دينية وسياسية.
حديث الدبلوماسي الايراني يدلل على ضعف التفكير والتحليل، فليس كل مجرم وارهابي يحمل جنسية معينة يعني ان بلده مهد للإرهاب والجريمة، فعلى سبيل المثال، هل كل ايراني يتسلل بحرا الى الكويت او يعتقل وفي حوزته مخدرات او يساهم في اعمال ارهابية، يمثل الشعب الايراني ككل؟.. اتهام غير صحيح ولا هو رأي موضوعي.
تمشيا مع النهج السياسي لإيران، انطلقت بعض المجاميع الايرانية في تصدير موقف الكراهية وازدراء طوائف معينة، الى ان طالت الشعر على يد احد شعراء ايران، وهو مصطفى بادكوبه، وهو شخصية له مواقف عدائية تجاه العرب، ويسطر بيده شعرا بمعاني الكراهية!
في 2011، خرج المدعو مصطفى بقصيدة بعنوان «انه العرب»، حيث يقول «خذني الى اسفل السافلين.. شريطة الا اجد عربيا هناك.. انقذ بلادي من البلاء العربي».. الخ!
شاعر الكراهية خرج اخيرا بقصيدة تملأها الاحقاد بعنوان «اترك الحج»، ومن بين ما كتب، والعياذ بالله منه ومن امثاله، «اذا كنت انسانا فلا تذهب للحج..! ايها الشعب الايراني، اترك الحج وحول قلبك الى بيت الله الطاهر..!.. ايها المواطن الايراني اترك الحج»!
تتجلى الكراهية العمياء في مثل هذه الكتابات، فحتى الدين والحج لم يسلما ممن يدعون انهم شعراء ومثقفون، وتكشف عن بواطن امور تكابد اعمياء الضمير والذمة.
نتمنى مجددا ان تترجم ايران ما تعلن عنه احيانا دبلوماسيا في مساعيها نحو السلام والاستقرار وحسن الجوار، بالافعال وليس بالأقوال.

&