كلمة الاقتصادية

ليس جديدا في سياسة إيران أن تحرض في موسم كل حج من أجل تحقيق أهدافها المعادية للإسلام والمسلمين، وأن تسعى إلى تسييس الحج وإخراجه عن قداسته وشعيرته الدينية، ولكن في موسم حج هذا العام هناك قرار من السلطة في طهران بمنع الحجاج الإيرانيين من أداء فريضة الحج لهذا العام، وهناك بيان صادر من المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية يتضمن هجوما وعدائية غير مسبوقتين وغير مبررتين في الأعراف الدولية والدبلوماسية فيما بين الدول.

وقد أعربت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن شجبها واستنكارها لما تضمنه البيان الصادر عن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية من اتهامات باطلة ومشينة تجاه المملكة، مستغربة ما تضمنه البيان من عبارات غير لائقة وأوصاف مسيئة لا ينبغي أن تصدر من قلب أو لسان أي مسلم، فضلا عن زعيم دولة إسلامية. وأكد الأمين العام لمجلس التعاون، أن دول المجلس تعد ما ورد في بيان المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية الإسلامية بشأن الحج تحريضا مكشوف الأهداف، ومحاولة يائسة لتسييس هذه الشعيرة الإسلامية العظمى التي تجمع الشعوب الإسلامية في هذه الأيام المباركة على أرض الحرمين الشريفين.

وإن العالم الإسلامي يدرك تماما الجهود الكبيرة والمساعي الحثيثة التي تبذلها المملكة، قيادة وحكومة وشعبا، من أجل تنظيم شعيرة الحج وتسهيل استضافة حجاج بيت الله الحرام وتأمين سلامتهم، وأن دول مجلس التعاون ترفض الحملة الإعلامية الظالمة والتصريحات المتوالية لكبار المسؤولين الإيرانيين تجاه السعودية ودول المجلس، وتؤكد أن هذه الحملات بما تتضمنه من اتهامات وادعاءات تتنافى تماما مع قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى الألفة والمحبة والتآخي، وتتعارض مع مبادئ سياسة حسن الجوار ولا تساعد على بناء علاقات بناءة بين الدول الإسلامية.

لقد وصل التمادي في الغي والضلال أن تتصرف إيران بذهنية العصابة وليس بمنطق الدولة، بل بلغ بها العداء أن يكون التصريح من أعلى سلطة فيها دون مراعاة لأي قيم أو أعراف، فضلا عن تعاليم الإسلام التي لم يعد لها محل في أجندتها ولا في قاموس ألفاظها فانحدروا إلى الحضيض غير مأسوف عليهم وقد اختاروا مكانهم اللائق بهم وبأهدافهم الوضيعة ومنطقهم المريض وفكرهم الملوث المريض بالطائفية البغيضة، وفي الوقت الذي تزداد فيه الحاجة إلى تماسك الدول لمنع الإرهاب من تحقيق أهدافه نرى طهران قد أصبحت مركزا للإرهاب ومنبعا له وحاملة للوائه في العالم الإسلامي.

إن المملكة ماضية بثبات في نهجها الذي لا يقبل المساومة ولا يخضع للضغوط لأنه نابع من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والمواثيق الدولية وحقوق السيادة الوطنية لكل دولة في أراضيها دون تدخل من أحد، وفي الوقت نفسه تؤكد المملكة أنها ملتزمة بواجباتها تجاه دول العالم الإسلامي في توفير كل سبل الراحة للحجاج والمعتمرين من كل الجنسيات مذكرين بقول الحق تبارك وتعالى : (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) صدق الله العظيم.