&رانيا العبدالله تقرِّ بـ «الإخفاق» والجدل يتجدد: «دعشنة المناهج» في وجه «داعشية العلمانيين» بعد «استبدال» آيات قرآنية وصور للنساء

بسام البدارين&&

& مجدداً وبالتزامن..يغرق الأردن في الجدل السياسي والديني بعنوان «المناهج الدراسية والتربوية» ويتم فعلاً تعديل بعض النصوص في مناهج ومؤلفات محددة في الوقت الذي تثير فيه الملكة رانيا العبدالله شخصياً جدلاً واسع النطاق وهي تقدم «إقرارات غير مسبوقة» وجريئة جداً وبصورة علنية بالإخفاق في عملية التربية والتعليم.

داعية تغيير المناهج وتنظيفها من مؤثرات التطرف وهو تربوي عتيق وقديم ومخضرم إسمه الدكتور ذوقان عبيدات عاد للواجهة مجدداً بعد ضجيج اثارته قراءة تحليلية جديدة له نشرتها يومية الغد بالتزامن مع مداخلة الملكة وقرار لجنة فنية إجراء تعديلات فعلية ولأول مرة بات ملموساً أنها مدعومة من القصر الملكي.

عودة عبيدات نفسه لنشر تقديراته المثيرة حول «التطرف» الذي تدخله سبعة مناهج على الأقل في عقل التلاميذ تثير الجدل لوحدها فالرجل اتصل بـ»القدس العربي» قبل أسابيع عدة مشتكياً من الضغوط التي تمارس عليه وهو لا يجد منبراً يقول فيه رأيه الحر بخصوص المناهج.

مناسبة ذلك الاتصال ان صحيفة الغد اليومية التي اعتاد الرجل نشر آرائه النقدية فيها أوقفت مقالاته، لاحقاً تغير موقف الصحيفة بعد الصرخة الأخيرة باسم الملكة رانيا العبدالله وظهرت مقالات عبيدات المثيرة للجدل مجدداً وبطبيعة الحال هوجم الرجل مجدداً.

الملكة كانت قد سألت علناً على هامش مؤتمر تطوير الموارد البشرية عن 150 ألف طفل في المملكة يذهبون سنوياً للصف الأول..ماذا نقدم لهم؟

مداخلة الملكة وبالأرقام كشفت: 90 % من تطور الإنسان الدماغي يحصل قبل سن الخامسة، بينما النسبة ضمن هذا الجانب في الأردن قليلة تصل إلى 2% بدون سن الثالثة و28% بين سن 3 ـ 5 سنوات ضمن التعليم المبكر.

80% من طلبة الصف الثاني والثالث هم دون مستوى مرحلتهم في القراءة، كما أن طلبة الابتدائية متأخرون في الرياضيات، مشيرة إلى تراجع الأردن على مستوى اختبار «التميز» الدولي واختبار البيزا (برنامج دولي لتقييم الطلبة).

وانتقدت الملكة نتائج الثانوية العامة حيث ينجح طالب واحد فقط من كل أربعة وتطرقت لـ»العناوين الكبيرة» في الصحافة التي تتحدث عن مئات المدارس التي لم ينجح طلبة منها، مؤكدة على أهمية إعادة النظر في القضايا الهيكلية.

وقالت إن أقل من 10% من موازنة وزارة التربية والتعليم تذهب لتطوير التعليم، بينما في دولة متقدمة مثل فنلندا تصل إلى نحو 40%.

واشارت الملكة إلى أن نحو 50% من المعلمين اختاروا مهنة التعليم لأنها أفضل المتاح أو الخيار الوحيد، وقالت «مئات المدارس الأردنية غير مربوطة بشبكة الإنترنت، أما المربوطة منها فتعاني من ضعف الحزم وقلة السرعة».

ردة الفعل الأولى ضد ظهور آراء عبيدات داعية تغيير المناهج الجديد يمكن تلمسها من القيادي النقابي الناشط بالاتجاه الإسلامي أحمد أبو غنيمه الذي وصف عبيدات بأنه من دعاة الدعشنة العلمانية مستغرباً ان تفتح له المنابر للإساءة إلى الإسلام.

ناشط آخر هو حمزة عبيدات قال أنه مع تطوير المناهج ولكن ليس على حساب الهوية الثقافية والوطنية للأردنيين واعلن على «فيسبوك»، «ذوقان عبيدات… فقد عقله».

كل ذلك بعدما نشر عبيدات دراسته التحليلية الجديدة بعنوان «الداعشية في مناهج التربية والتعليم» إثر بعض التعديلات موحياً ضمنياً بان العديد من المناهج لا زالت تحتوي نصوصاً تخدم التطرف والإرهاب وكراهية الآخر.

عبيدات يرفض ان تكون آيات القرآن الكريم والنصوص النبوية هي الأمثلة في منهاج اللغة العربية ويرفض ورودها في منهاج الثقافة الوطنية والثقافة العامة. آراء عبيدات بطبيعة الحال لا تعجب وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات فقد راقبت «القدس العربي» مباشرة نقاشاً تفصيلياً اعتراضياً بين الطرفين على هامش ندوة مغلقة تحدث فيها الذنيبات عن مبالغات منتقدي مناهج التربية والتعليم. ويريد عبيدات من المناهج ان تكرس القناعة بأن العقيدة الوحيدة هي التربية الوطنية.

طبعاً يقف ضد عبيدات التيار الإسلامي برمته وبصورة رسمية فبعد تعديلات اقرت مؤخراً على بعض نصوص المناهج وفي اللغة العربية أصدر أكبر حزب معارض في البلاد وهو جبهة العمل الإسلامي بياناً صحافياً بإسم المسؤول فيه خضر بني خالد تحدث عن عملية منهجية تجري بتأثير خارجي لإبعاد مناهج الأردنيين عن تربيتهم الدينية وتراثهم الإسلامي.

بيان بني خالد تضمن إشارات ترفض استبدال النصوص القرآنية بأخرى غيرها في مناهج اللغة الغربية وترفض استبدال صور المرأة المحجبة بأخرى سافرة الرأس والتثقيف الجديد حول ملف مدينة القدس.

وطالب بتطوير العمل التربوي بأيدي الأردنيين في تلميح لوجود أصابع من الخارج معتبراً أن القيام بهذه التغييرات في هذا الوقت وتحت فزاعة التطرف «انما هو مساس واضح بتراثنا وقيمنا يقصد منه ابعاد الاجيال المقبلة عن دينها وعروبتها واصالتها وتاريخها وعاداتها وتقاليدها».

طبعاً من المرجح ان لا تلتفت الحكومة للآراء المعارضة ولا تحفل بها بسبب جماهيرية قصة «تعديل المناهج» حتى عند بعض الأوساط الإسلامية المضادة للتطرف وبسبب ان العملية أصلاً تمضي ببطء وبعيداً عن الأضـواء والضجـيج.