&عبده خال

المملكة بين رحى العداء ومكنة التفوق.

وهما خصلتان تجلب لك الأعداء من كل جهة.

بهذه الوضعية يمكن استيعاب كل ما يحاك ضد المملكة. فالعدو لا يحتاج لأي براهين على صدقك ونزاهتك والحاسد لا يفرح بأي نجاح تحققه ويسعى إلى تهشيم كل إنجازاتك. وحين يقول الأمير خالد الفيصل إن تقارير الخير المبثوثة عبر وسائل الإعلام تسوء الأعداء، فهذه حقيقة ماثلة وعلينا التمسك بكل نجاحاتنا والمفاخرة بها إزاء أي تشكيك صادر من دول أو أفراد. فالحملات الكاذبة عن المملكة لا تقف عند دولة أو أفراد إذ أن التفوق مجلبة للحسد والعداء أيضا.

وكم هي الحملات الضارية التي تشن على المملكة، ومع ظهورها وتناقلها تكتسب الانتشار لوجود عجلة إعلامية ضخمة تسوق لتلك الأكاذيب إلا أنها تتلاشى أمام الحقيقة.

وفي كل موسم حج نلاحظ أن العجلة الإعلامية العدائية تنفخ كيرها باتجاه المملكة بكثافة وتركز على ضعف إدارة الحج، ومع كل موسم تسطع النجاحات المصاحبة للحج، ويتحدث الحجيج عما وجدوه من حفاوة وترحيب وتسهيل لمناسكهم فهم أكثر تجربة ودراية بما أحدثته إدارة الحج من قفزات نوعية في المشاعر المقدسة، وكما يقول المثل «أصدق القول ما تراه العين لا ما تسمعه الأذن»، إلا أن وسائل الإعلام العالمية لا تبث شهادات الحجيج، فتظل الأكاذيب مستنقعا يتزود منها العدو والحاسد ضد بلادنا.

ولأننا نعيش في زمن الإعلام تكون الكفة راجحة لكل من يدير العجلة الإعلامية الضخمة في نصرة قضاياه الوطنية، وتسويق نجاحاته بحرفية الإعلامي الحذق الذي لا يقدم مادة إعلامية باردة.

إلا أن بعض وسائلنا الإعلامية المحلية لم تستطع دفع الأكاذيب من خلال المواجهة المباشرة، كما أنها لم تستثمر وقوف الهيئات والمراكز الإسلامية مع قضايانا.

وأكاد أجزم أن المشكلة في دفع الأكاذيب تكمن في أن العجلة الإعلامية بحاجة إلى تفعيل أكبر لتقديم الحقائق بصورة ذكية، فكل حاقد وعدو تستطيع كشفه أمام نفسه وأمام الآخرين متى ما استطعت تمكين الآخرين من التقاط الصورة من زاويتك أو من زاوية الحقيقة.

في زمن الإعلام لا يكفي أن تنجح بل تحتاج إلى من يسوق هذا النجاح، فإذا كان الخبر الملفت «إنسان عض كلبا» فالتسويق الملفت عرض الكلب المعضوض.