إبراهيم السماعيل

الحقيقة أن عنوان هذا المقال ليس دقيقًا بما يكفي إلا أن لزوم القافية الجأني للاختصار، حيث كان يجب أن أقول بفضل التواطؤ الأمريكي والتنفيذ الروسي أمسى فأرنا أسدًا، المهم مكابر من لا يرى وخائن وعميل من لا يريد أن يرى ما يجري في العراق وسوريا من إجرام وحشي ضد الأغلبية السنية من الأقليات الشيعية على أنه تغليب لهذه الأقليات وتطهير ديموغرافي طائفي مدعوم من القوى الكبرى خصوصًا بعد الصفقة الأمريكية الروسية الأخيرة المريبة بشأن وقف إطلاق النار في سوريا لمدة أسبوع فقط الذي تضمن السماح بدخول بعض المساعدات الإنسانية للمناطق التي تحاصرها عصابة الأسد وحلفاؤها من العصابات الفارسية والشيعية العجيب والمستفز أن دخول هذه المساعدات إن تم فسوف يتم بإشراف وموافقة هذه العصابات المجرمة وبدون أي ضمانات من الدول التي أبرمت اتفاق الهدنة هذا، كذلك لم يتضمن اتفاق الهدنة أي إجراءات رادعة في حال انتهاك الهدنة أو عرقلة دخول المساعدات من طرف عصابة الأسد أو روسيا في نفس الوقت الذي تضمن الاتفاق تهديد أمريكي للمعارضة بعواقب وخيمة في حال انتهاكها للاتفاق كذلك لم يتضمن الاتفاق أي إشارة للعصابات الفارسية والشيعية الإرهابية المتحالفة مع عصابات الأسد بل اقتصر الاتفاق على تعريف فضفاض للميليشيات السنية وللإرهاب السني فقط. وهذا ما تخوفت منه المعارضة المعتدلة وأصدرت بيانات بشأنه لم تعرها الولايات المتحدة أي اهتمام كعادتها. كل هذا وقبله العشرات من الاتفاقيات والمؤتمرات التي لم تسفر إلا عن مزيد من التآمر على الشعب السوري ودعم عصابة الأسد لمنع سقوطها.

ويأتي هذا الاتفاق بعد أن عززت المقاتلات الروسية موقف الأسد وحلفائه العسكري على الأرض الذي جعله يصرح من داريا التي سوتها المقاتلات الروسية بالأرض بنوع من الثقة الزائفة إنه يريد أن يسيطر على كل سوريا بعدما كان يصارع للحفاظ على حياته الشخصية وبعدما كان كل طموحه أن يحافظ على سوريا المفيدة.

كل هذا الغرور والعنجهية والانفصال عن الواقع عند الأسد وعند كل حلفائه الفرس والشيعة لم يكن ممكنًا بهذا الشكل وبهذه الوقاحة لولا الدعم الأمريكي الذي سمح للروس بالتدخل لإنقاذه من الهزيمة الماحقة مع كل حلفائه قبل سنة وأصبح الفأر أسدًا الآن بفضل القوة الروسية وحدها يسندها تواطؤ أمريكي أصبح أكثر وضوحًا بعد صفقه الهدنة الأخيرة بين الأمريكان والروس.