&دعت موسكو واشنطن الى مشاركة عسكريين أميركيين في مراقبة وقف النار في سورية والاتفاق على تمديده لكبح التصعيد الذي حصل في الساعات الأخيرة جراء الغارات الروسية والسورية والمعارك بين القوات النظامية وفصائل معارضة، ذلك بعدما أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن قلقه من عدم تنفيذ عناصر الاتفاق الأميركي - الروسي خصوصاً ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية.

ويستضيف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير غداً اجتماعاً رفيعاً حول «مستقبل سورية السياسي»، في لقاء وزاري تنظمه الى جانب المملكة العربية السعودية، كل من فرنسا وقطر وألمانيا وبريطانيا وتركيا. ومن المقرر ان يقدم المنسق العام لـ «الهيئة التفاوضية العليا» المعارض رياض حجاب «رؤية المعارضة لمستقبل سورية»،

وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت أن وزير الخارجية سيرغي لافروف أبلغ نظيره الأميركي جون كيري ضرورة مشاركة مسؤولين عسكريين من الولايات المتحدة في شكل كامل في مراقبة وقف القتال، مجدداً اقتراح نشر الوثائق المرتبطة باتفاق وقف لتفادي «أي معنى مزدوج» في شأن كيفية تنفيذ الاتفاق، علماً أن موسكو كانت اتهمت واشنطن برفض نشر الوثائق ما ادى الى إلغاء جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي مساء أول من أمس.

وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما بحث مع مجلس الأمن القومي الأميركي في الثغرات في تطبيق الاتفاق وانه «عبّر عن قلقه العميق من انه على رغم تراجع العنف، تواصل دمشق عرقلة إيصال مساعدة انسانية ضرورية». وأشار أوباما أمام مساعديه الى أن المرحلة المقبلة من الاتفاق - التي تقضي بتنسيق عسكري مع روسيا - تتطلب «سبعة أيام متتالية من تراجع العنف ووصل المساعدات الانسانية بلا انقطاع».

من جهته، قال بوتين أمس: «شعورنا إيجابي أكثر منه سلبي» في شأن وقف النار. وأضاف: «نشهد محاولات بين الإرهابيين لإعادة تجميع صفوفهم»، موضحاً: «أما بالنسبة الى روسيا فهي تفي بكل التزاماتها». وأكد: «أبرمنا اتفاقات مع الرئيس (السوري) ومع الحكومة السورية. وكما نرى فإن القوات السورية ملتزمة تماماً بهذه الاتفاقات». واعتبر بوتين أن واشنطن تواجه «مشكلة صعبة في التمييز بين المعارضين والإرهابيين».

لكن الجيش الروسي شدد أمس على أن الوضع في سورية يسوء. وقال الجنرال فلاديمير سافتشنكو: «الوضع يسوء (...) خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ارتفع عدد الهجمات في شكل كبير» مع تنفيذ 55 هجوماً على المواقع الحكومية والمدنيين. وأضاف: «إذا لم يتخذ الجانب الأميركي الإجراءات الضرورية لتنفيذ التزاماته (...) فإن الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية الكاملة عن انهيار وقف إطلاق النار».

وتجدد القصف الجوي والاشتباكات في شكل محدود على جبهات عدة في سورية، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فيما لم يعلن رسمياً حتى الآن تمديد الهدنة. وقال مدير «المرصد السوري» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»: «تجدد القصف والاشتباكات في شكل محدود على جبهات عدة في سورية أبرزها الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي»، مشيراً إلى أنه «حتى اللحظة تعد مدينة حلب الجبهة الأكثر هدوءاً». وأضاف: «فتحت طائرات حربية نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في مدينة معرة النعمان، والأطراف الجنوبية لبلدة سراقب في ريف إدلب الشرقي، فيما ارتفع إلى 4 (رجلان وطفل وطفلة)، عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف طائرات حربية لمناطق في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، فيما فتحت طائرات حربية بعد منتصف ليل أمس نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي». وقصفت طائرات حربية مناطق في بلدة تيرمعلة في ريف حمص الشمالي حيث تدور اشتباكات متقطعة بين القوات النظامية والفصائل المعارضة. كما تعرضت مدينة تلبيسة إلى قصف مدفعي أسفر، وفق المرصد، عن مقتل «مدنيين هما امرأة وطفل».

الى ذلك، قال «المرصد» إن «الاشتباكات تجددت بين الفصائل المقاتلة والإسلامية المدعمة بالدبابات والطائرات التركية من جهة، وداعش من جهة اخرى، حيث تقدمت الفصائل وسيطرت على قرية طاط حمص الواقعة على بعد نحو خمسة كيلومترات إلى الغرب من بلدة الراعي الاستراتيجية قرب الحدود السورية – التركية، فيما تستمر الاشتباكات ومحاولات التقدم وتوسيع الفصائل لنطاق سيطرتها قرب الحدود السورية – التركية». وكان أشار الى ان قوات وآليات تركية عبرت الحدود السورية – التركية، في مناطق سيطرة الفصائل «بغية توسيع نطاق سيطرتها في مثلث جرابلس – الراعي – الباب».

وأفيد مساء أمس بأن الجيش الإسرائيلي قصف مواقع في القنيطرة بعدما أعلن الجيش في بيان أن «نظام القبة الحديد الدفاعي اعترض مقذوفاً أطلق من سورية لم يسجل أصابات». ولم تتمكن متحدثة باسم الجيش من تحديد ان كانت المرة الأولى التي يعترض فيها هذا النظام صاروخاً من الجولان اذ كان يتم تبادل القصف المدفعي وكانت اسرائيل ترد من وقت الى آخر بقصف جوي. وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن الجيش يعتقد أن إطلاق الصاروخ لم يكن متعمداً.

وليلاً أعلنت القيادة العامة للجيش السوري إن طيران التحالف قصف عصراً أحد المواقع العسكرية للجيش السوري في جبل ثردة في محيط مطار دير الزور العسكري. وأدى القصف «إلى وقوع خسائر بالأرواح والعتاد في صفوف قواتنا ومهد بشكل واضح لهجوم إرهابيي داعش على الموقع والسيطرة عليه». وذكرت وزارة الدفاع الروسية ان القصف اسفر عن مقتل 60 عسكرياً سورياً.