&سمير عطا الله&

&&بعد توعك هيلاري كلينتون أثيرت في الولايات المتحدة مسألة سن المرشحين للرئاسة. هل يستطيع شخص في السبعين من العمر أن يتحمل كل متاعب الحملة؟ عشرات الأسفار من ولاية إلى ولاية، عشرات الخطب من مكان إلى مكان، عشرات اللقاءات والاجتماعات مع المساعدين والمستشارين. عشرات الليالي المؤرقة والصباحات المثقلة. وما هي طاقة الإنسان؟

لا تزال الحملة الرئاسية تخاض كما كانت قبل ظهور التلفزيون. على المرشح أن «يُرى» وأن يُسمع في كل الولايات مهما كان عدد أصواتها وحجم أهميتها. كل أميركي يجب أن يشعر أنه «تحقق» من رئيسه قبل أن ينتخبه. ولذا، لا بد من أن «يشرّحه» تشريحًا. كيف كان سلوكه في الجامعة، وهل خدع في الامتحانات، وهل زار طبيبًا نفسانيًا، وماذا كانت المشكلة. وطوال الحملة، على المرشح النهائي أن يخوض كل يوم امتحانًا، وأن يثبت أنه الأجدر والأكثر معرفة بكل شيء، وأنه خبير في الاقتصاد والدفاع وأحوال البيئة.

والأهم هو الصحتان، الصحة والعقل. كان فرانكلين روزفلت متقدمًا في السن ومصابًا بالشلل عندما حكم الولايات المتحدة ثلاث دورات تاريخية. ورونالد ريغان كان في السادسة والسبعين. وتشرشل وديغول واديناور كانوا في العقد التاسع وهم يقودون بلدانهم نحو أهم خلاص مصيري. لكن هل كان على أحد من الثلاثة الأخيرين أن يسافر جوًا واحدًا من مائة من أميال هيلاري كلينتون؟ وأن يعقد مؤتمره الصحافي «حيًا» على علو 37 ألف قدم؟ مطباتٍ أو سارحة، فعين الله ترعاكِ.

سائقو شاحنات الخضراوات عندنا لا يزالون يقدّرون تقدم التقنية حق قدره، فيكتبون على صندوق الشاحنة الصغيرة تعاويذ تباركية من نوع «يا سائرة بقدرة مولاكِ / سيري فعين الله ترعاكِ». ويكتب ترامب وهيلاري بكتابة الإيميل على طائرتيهما. دوت كوم. دوت أجواء أميركا.

هذه هي «الحياة في أميركا». سباق في العمل، وصلتَ أم لم تصل. وبعد أن تصل إلى الرئاسة، يجب أن تصور كل يوم مع الرفاق والحرس. وأشك في أن ترامب سوف يكرر ما كان يفعله الرؤساء الذين في أربعيناتهم أو خمسيناتهم.

من تريد؟ رئيسًا أكثر شبابًا وحيوية أم أكثر حكمة؟ ومن قال إن الاثنين لا يجتمعان أحيانًا؟ وهل في سبعين ترامب الكثير من الحكمة رغم ما فيها من الحيوية؟ ربما كان الحل في تغيير، أو تعديل نظام الحملات، بحيث تكون أقل إجهادًا وأقل ألوانًا وأقل تهريجًا. ويستخدم دور السبعين عامًا ما يفترض من تواؤم بين الصحتين.

&&