&عبدالعزيز السويد&

تسعى إيران إلى كسب العقل الغربي، الأميركي خصوصاً، وهي تستغل بانتهازية فاضحة كل مناسبة وفرصة، وآخرها ذكرى هجمات 11 سبتمبر. مقالة وزير الخارجية الإيرانية تأتي ضمن هذا النهج، مع أن قادة "القاعدة" المتهمين أميركياً بهجمات 11 سبتمبر لاذوا في الحضن الإيراني، حين بدأت واشنطن قصف أفغانستان، وما زال بقية منهم في حماية الحرس الثوري. تغاضت واشنطن عن ذلك وكأنه لم يكن! لم يكتب روحاني أو خامنئي، بل استخدم «ظريف»، لأن الصورة مهمة للتأثير هناك.

الدعاية الإيرانية في الساحة العربية بلغت أقصى ما يمكن أن تصل إليه، وهي حققت النجاح باستخدام فلسطين والقدس، ثم انكشفت مرة واحدة في سورية والعراق، وتالياً في اليمن. كانت الصورة واضحة في لبنان. فأمين حزب إيران في العالم العربي المقيم في بيروت أعلن مراراً ولاءه الحقيقي للملالي، وهدفه الاستراتيجي إنشاء دويلة تابعة لهم في لبنان، كل هذا في وقته لم يوقظ الغافلين أو المتغافلين، بل جمع الكثير من المرتزقة للاسترزاق السياسي والمالي.

وحيث أصبح الحضور الإيراني مدججاً بالميليشيات والأسلحة، واستطاع استخدام صورة الدولة في لبنان والعراق لمزيد من توليد الميليشيات الطائفية، فإن الساحة الجديدة هي الغرب، إعلاماً وديبلوماسية وصفقات سياسية واقتصادية.

المعركة هناك لا تختلف عن المعارك في الدول العربية التي أصابها الفايروس الخميني، وإن اختلفت الأدوات لكنها بالأهمية نفسها. استخدمت إيران الثور الهائج للإطاحة بالعراق، وتحاول استخدامه مجدداً بحملات التشويه، وهو ما يستلزم مواجهة تضع في الاعتبار الأدوات المناسبة للعقل الأميركي والغربي.

داخلياً وعربياً، الذين استمرأوا لعبة التصنيفات «الفكرية» والسياسية ربما اكتشف من ثاب إلى رشده منهم أن إيران استفادت من هذه اللعبة أكثر منهم، حتى ولو جمع بعضهم مريدين ومتابعين وتنفيساً عما في الصدور. كل ذلك المخزون من التصنيفات تستخدمه إيران هناك في ساحة الحرب الجديدة.

&