&الاقتراع في انتخابات الأردن: تلميحات «إخوانية» لسيناريو «تدخل رسمي» وسؤال مر عن «عقم رحم الدولة» في تقديم مرشحين لمواجهة الإسلاميين ورأس المال

بسام البدارين

& يعزف الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الأردنية الشيخ محمد الزيود على الوتر المشدود وهو يراسل رئيس الهيئة المستقلة للإنتخابات اليساري الدكتور خالد كلالده ملوحاً مباشرة بإعادة النظر بقرار المشاركة في الانتخابات قبل اقل من 48 ساعة على يوم الإقتراع بسبب ما أسماه التصاعد الملموس في المؤشرات على خطة «التدخل الرسمي».

يعلم الشيخ زيود بان الكلام عن مقاطعة إنتخابات مثيرة جداً للجدل قبل ساعات فقط من إجرائها لأغراض الإستهلاك الإعلامي والسياسي فقط ليس فقط لأن ضبط قرار 124 مرشحاً في 25 قائمة مهمة شبه مستحيلة. ولكن لأن الجميع في الموقف الرسمي قد يرحب بأي قرار بعنوان إنسحاب الإخوان المسلمين حتى وإن لوح الشيخ الزيود بورقة نسبة المشاركة مستعرضاً في موقفه المرسل للكلالده موقف حزبه في دعوة الجمهور للمشاركة وبصورة تعالج أكثر الهواجس الرسمية المتوالدة وهي نسبة المشاركة.

لا زالت تتكاثر تلك التقارير والتسريبات التي تؤشر إلى عملية اقتراع مربكة وهاجسية ومقلقة يوم غد الثلاثاء بمشاركة مكثفة من التيار الإسلامي وأصحاب رؤوس المال والمقاولين وبتغيب ملموس تماماً لمن يعتبرهم المحللون طبقة المثقفين السياسيين ورجال الدولة والتشريع الذين كانوا بالعادة يواجهون المعارضة بعلم وذكاء وخبرة وليس بال»هوبره» التي تصعد للسطح بإسم الدولة والولاء هذه الأيام على حد تعبير المحلل الصحافي ناصر قمش. قمش وعلى هامش نقاش مع «القدس العربي» لمح لحالة غريبة قوامها حالة الاستعصاء في «طبقة رجال الدولة» نتج عنها غياب مرشحين مناسبين هذه المرة ولأسباب غير مفهومة.

يتحدث كثيرون في الأردن عن حالة «العقم التي اصابت رحم الدولة» في الموسم الانتخابي الحالي حيث أتيحت للجمهور نوعين من الحافلات فقط الأولى يقودها الإخوان المسلمون والثانية يقودها «نادي رجال الأعمال» كما قال الناشط السياسي البارز محمد داوودية في مقال خصص لـ»القدس العربي» بعد مشاركته شخصياً بأكثر من 20 مهرجاناً خطابياً.

أين حافلة الخيار الثالث؟ سؤال يتجول بقوة وبدون جواب في كل الأروقة السياسية أجاب عليه مبكراً وفي بداية الموسم رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري عندما شرح بأن «الكبار لا يترشحون»خوفاً من العبث والتزوير.

يلاحظ المرشح البارز جداً الدكتور عبدالله العكايلة وبعيداً عن حملته الشخصية الصاخبة في الدائرة الثانية لعمان العاصمة بأن بعض الأجندات التي تحاول تضليل البوصلة والضغط بإتجاه التدخل بالإنتخابات يمكن تلمسها.

وفيما كان العكايلة أحد ابرز المرشحين محلياً يناقش مع «القدس العربي» هاتفياً كلفة سيناريوهات التدخل التي يحاول البعض توريط مؤسسات الدولة بها متأملاً أن لا يسمح لها القرار السياسي بالعبور كان أنصاره من ابناء عشيرته يصدرون بياناً شديد اللهجة على صيغة «تناهى إلى مسامعنا» محذرين بأن أي محاولة للتدخل ضد مرشحهم لن تعبر ببساطة هذه المرة.

ما يريده العكايله ورفاقه في قوائم الإصلاح التابعة للتحالف الوطني بقيادة جماعة الإخوان المسلمين هو تسجيل سابقة واحدة في مجال «نزاهة الانتخابات» بمعنى دفع الضرر عن انفسهم ودخول الهيئة المستقلة على الخط الإجرائي للوفاء بالتزاماتها وهو ما تحدث عنه صراحة الشيخ الزيود.

تمهيداً للمواجهة الانتخابية كان القيادي البارز في الحركة الإسلامية الشيخ مراد العضايلة يقترح عبر «القدس العربي» على الدولة والنظام «تجريب» الاحتكام ولو مرة واحدة للإصلاح الحقيقي عبر الصناديق الحرة.

حتى المرجعية الملكية تريد ذلك وتدعمه وفقاً للكلالده الذي عمل مبكراً على «براءة ذمة الهيئة وذمته شخصياً» عندما اعلن بأن هذه الانتخابات بضمانات مباشرة من رأس الدولة وبأنه شخصياً حصل على ضمانات من أكبر جنرالين في المؤسسة هما رئيس الأركان ومدير المخابرات وهي رسالة التقطها انصار العكايلة عندما طالبوا المؤسسة الأمنية الأبرز بالتحرك لحماية النزاهة الانتخابية من تدخلات بعض النافذين.