مطلق بن سعود المطيري&

الخلاف الروسي الأمريكي حول الخروقات التي حدثت في اتفاق الهدنة بسورية الموقع بين البلدين، والذي حمل اتهامات مبطنة لبعضهما البعض خلاف يثبت الاتفاق بينها ولا يلغيه، فواشنطن تتهم موسكو بخرق اتفاق الهدنة، وموسكو تتهم واشنطن بانها تساعد داعش، كذب الأول ولم يصدق الثاني؛ كذب الأول بحقيقة اتهامه وليس بواقعة الاختراق، وكذلك الآخر، بكل ما نتج عن الهراء هراء ، فلا موسكو تريد إزاحة واشنطن من الملف السوري، وكذلك واشنطن لا يوجد لديها موقف اتجاه القضية السورية يخالف موسكو..&&

لو تتبعنا منذ بداية الأزمة السورية الموقف الأمريكي اتجاها لوجدنا يتجه نحو تسليم ملف القضية بالكامل للروس، فسر البعض موقف واشنطن هذا بالضعيف والمتردد، تفسير حسن النوايا اعتمد على ما هو مطلوب وليس على ما هو واقعي، فاليوم ماذا نريد من واشنطن ورئيسها يقترب من نهاية رئاسته ؟ كل ما نريد منه ان يستمر في عدائه الناعم ولا يفصح عن وجه عداوته الخشن! فأيامه المعدودة في السلطة تزيد المخاوف من شر اللحظات الأخيرة ، فالعالم العربي الذي له شكل قبل وصول ابن حسين للسلطة أصبح له شكل آخر بعد وصوله، فليبيا تغير نظام الحكم فيها بقوة طيران واشنطن وحلفائها، ونوري المالكي فرض على الشعب العراقي باتفاق إيراني أمريكي وليس بصندوق الاقتراع، والحشد الشعبي يحصد أرواح عرب العراق تحت حماية الطيران الأمريكي ، وسورية منع تزويد المعارضة بالسلاح، وسمح بتورية خبيثة للنظام السوري باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً، أضف لذلك الاتفاق النووي الإيراني، وعدم اعتراضه على القتل الطائفي الممنهج الذي تقوم به طهران ضد سنة العراق والشعب السوري..

&أوباما أراد أن يكون ناعماً مع طهران حتى اتهم انه من نفس عقيدتها وله نفس ثاراتها التاريخية ونفس المصالح المرحلية والمستقبلية ، فكأنه يريد ان لا تكون له مصالح في المستقبل مع العرب، أو اتبع طريقة النقطة الأخيرة من المصالح في جيبي، هل هذه قسوة على الرئيس الناعم؟ أم اعتراف بعبقرية الصديق الذي يريد أن ينسحب من تحالفات بلاده القديمة الى فضاء آخر، انسحاب لا يجعل للأصحاب القدامى مستقبلا يتطلعون له، سواء البكاء دما للحصول على التأشيرة لبلاده، في اللحظات الأخيرة يمكن أن تتضح خشونة أوباما كأن يعترف بنظام بشار الأسد ويكون حاداً مع المعارضة ويعرض عليهم الإقامة الدائمة في واشنطن، وتصبح سورية جزءاً منها مفيدا لنظام بشار الأسد ، والآخر ملتهب يسيطر عليه الحشد الشعبي العراقي ومنها سيهدد بانتقال الفوضى إلى جيران سورية، المخاوف من وداع أوباما أن يكون شيئاً مرعباً أمرا تمليه خبرة السنوات الكئيبة التي شهدناها في فترة حكمه، ولكن عزاءنا الوحيد في العالم العربي أن ودعنا أوباما على طريقة سياسته في منطقتنا ان الذي خسرناه معه في السابق أكبر من كل ما هو متبقّ لدينا الآن.

&

&