&لحظة الحقيقة تظهرها نتائج الانتخابات الأردنية وقوائم التحالف الإخواني تتصدر «الجماعي»

&

بسام البدارين

&

&قد يختفي مشروع المبادرة البرلمانية الشهير بمضمون الاشتباك الإيجابي بين السلطتين مع إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية دون عبور الأب الروحي لهذا المشروع الدكتور مصطفى الحمارنة الذي خذلته النتائج الأولية في مدينة مادبا لصالح المرشح الصحافي نبيل الغيشان عن المقعد المسيحي.

عقدة المبادرة طاردت أيضا رئيسها السابق المخضرم سعد هايل السرور الذي شكل إعلان نتائج بدو الشمال بدون فوزه مفاجأة من العيار الثقيل دفعت أنصاره للاحتقان وإحراق الإطارات لقطع الطريق الرئيسي.

غياب السرور سيؤدي إلى خسارة كبيرة في مربع رجال الدولة خبراء التشريع.

أسباب احتجاب المبادرة في الصناديق مازالت غامضة رغم أنها صاحبة البرنامج الوحيد العملي والمنجز في السنوات الأربع الماضية.

لكن على صعيد التيار الليبرالي الذي يمكنه التحالف مع بقايا المبادرة برزت مفاجأة غياب ممثل المقعد المسيحي الشهير جميل النمري، فيما غاب عن المشهد في إربد المسيس سمير عويس قبل أن تجلس امرأة هي الدكتورة صفاء المومني في مفاجأة من العيار الثقيل على مقعد برلماني مخصص للرجال وتحصل عليه بعيدا عن الكوتا في خبر سار للقطاع النسائي.

سياسيا حقق أنصار «الدولة المدنية والعلمانية» فوزا كبيرا في الدائرة الثالثة لعمان العاصمة عندما تقدم بالفوز رمزا قائمة «معا» خالد رمضان وقيس زيادين بالرغم من كل ضجيج الإسلاميين ضدهما.

رمضان مسيس ونقابي متحرك وفعال وسيكون له بصمة بالتأكيد في برلمان 2016 في الاتجاه المعاكس للإخوان المسلمين.

لكن حسابات نتائج الانتخابات الأولية لم تقف عند هذا الحد فقد عاد برسالة شعبية وخاصة هذه المرة الجنرال مازن القاضي وعبر الصناديق وبعد ثلاثة أشهر فقط من إبعاده بصورة غير منصفة، وبعد شهرين فقط، عن وزارة الداخلية.

بكل الأحوال شرقي البلاد احتفظ أبرز المشرعين عبد الكريم الدغمي بمقعد الزعامة وتعزز بأربعة مقاعد على الأقل عن مدينة الزرقاء من قبيلته بني حسن.

في البادية الوسطى ومعان والشوبك والعقبة أسماء جديدة تماما في منسوب تمثيل مركز القوة العشائري. وفي الطفيلة بأقصى الجنوب عاد نائب واحد فقط هو حسين القيسي من رباعي التمثيل ليجلس بين الممثلين الجدد وزير التربية الأسبق التكنوقراطي الدكتور فايز سعودي.

جنوبا وفي الكرك كرس عاطف طراونه زعامته بالنجاح لكن سيزاحمه حسب الأداء لاحقا لاعبان جديدان هما مرتضى المجالي ومصلح الطراونة.

بوصلة الشمال تكرست لوجهين جديدين وآخرين قديمين هما عبدالله عبيدات وفواز الزعبي في الرمثا وبني كنانة، ونجح وجه قديم هو الدكتور مصطفى الخصاونة ممثلا لعشيرة مهمة في المنطقة بجانب الدكتور مصطفى العماوي.

في الأرقام تربعت الدائرة الثالثة حيث الطبقى الوسطى والثرية في عمان العاصمة على عرش الأقل مشاركة لكن مرشح الإسلاميين الرئيسي فيها صالح العرموطي تمكن من العبور، كذلك خميس عطية النائب السابق فيما خرج بلا مقعد أثرى مرشح مثير للجدل وهو رجل الأعمال أمجد مسلماني وعاد للواجهة للمرة الرابعة أحمد الصفدي الذي تحول لقوة لا يمكن هزيمتها في دائرة الـ»حيتان».

صوت المكون الفلسطيني في ثانية عمان قفز بالمرشحين عبدالله العكايله ويحيى السعود، وكذلك فعل في الزرقاء حيث صعد مقتفي أثر الرسول عليه الصلاة والسلام الدكتور محمد نوح القضاة في حالة ميدانية تتجاوز حساسيات التصويت للهويات الفرعية.

في المحصلة وفي الجانب المتعلق بمنظومة النزاهة لم تبرز من جهة الإسلاميين أو غيرهم أي ملاحظات جوهرية لها علاقة بالتشكيك بالتدخل الرسمي بالنتائج، الأمر الذي يجعل هذه الانتخابات بتداعياتها الإيجابية أو السلبية تعبير عن «حقيقة» اتجاهات المكونات الاجتماعية.

الإخوان المسلمون من جانبهم تكتموا على أرقامهم حتى الإعلان الرسمي لمراقبة تداعيات الفرز.

لكن من المرجح، وحسب النتائج الأولية المعلنة من جهات غير رسمية، فإن حصة الإسلاميين وقوائمهم باسم التحالف قد تصل لما بين 17- 20 مقعدا بعد حصولهم على مقعدين في الكرك وثمانية في عمان وواحد أو اثنين في اربد والبلقاء وجرش وثلاثة في الزرقاء ومقعد في المفرق.

حصة الإسلاميين الحقيقية ستكشف أوراقها بعد الإعلان الرسمي لكن خصومهم المنشقين عنهم سواء في «مبادرة زمزم» أو الانشقاق المرخص بقيادة عبد المجيد الذنيبات أخفقوا في الدوائر الرئيسية، وحصل حلفاؤهم مجتمعين بالصوت العشائري على ما لا يزيد عن خمسة مقاعد.