يأتي احتفال السعوديين بيومهم الوطني الـ86، الذي يحل اليوم الجمعة 23 سبتمبر (أيلول)، وسط أحداث بالغة الصعوبة عربيًا وإقليميًا وعالميًا، ووسط إنجازات لافتة تحققت على مر العقود منذ أن تمكن الملك عبد العزيز في 14 يناير (كانون الثاني) عام 1902م من استرداد الرياض، وانطلق نحو تأسيس مملكته عبر جهود متواصلة من الكفاح والبناء أسهمت في تحقيق وحدة حقيقية جسدت معاني التلاحم في مسيرة متميزة، بعد أن وضع الملك المؤسس، رغم الإمكانات المتواضعة والظروف السياسية والاجتماعية والتعليمية الصعبة، أسس الدولة الحديثة، حيث عني بالجوانب الدينية والإدارية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتعليمية، وأسس كثيرا من المؤسسات الإدارية والوزارات، وعني بشكل خاص بالحجاج والزوار والمعتمرين، وأقر بهذا الصدد تنظيم الخدمات المقدمة لهم، كما أنجز الملك المؤسس مشروعًا لتطوير البدو وتأسيس الهجر. وسجل الملك عبد العزيز مواقف سياسية على الساحة الدولية من خلال مقابلة القيادات السياسية المؤثرة في العالم، وزار كثيرا من الدول، وأوفد أبناءه إلى الخارج في مهام سياسية كان لها الأثر البالغ في تأسيس مكانة عربية وإسلامية ودولية لبلاده الناشئة. وبعد رحيله واصل أبناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد، وعبد الله، رحمهم الله، والملك سلمان حفظه الله، بذل الجهود لتحقيق منجزات جديدة والحفاظ على مكتسبات الوطن.

&

ويحل اليوم الوطني السعودي الـ86، والبلاد تحت قيادة الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، للسير بسفينة الوطن إلى بحر الأمان والدفع بالعجلة إلى الأمام، ونقل البلاد نقلات أكثر تطورا لبناء دولة المستقبل، مواصلين السير على طريق المنجزات التي تحققت في العهود السابقة، لتتواصل مسيرة العطاء، حيث يعد الاحتفاء باليوم الوطني تجسيدًا للوحدة الوطنية والحفاظ على منجزات الوطن، والالتزام بمزيد من تكريس الجهود لتحقيق التنمية على اختلافها في كل بقاعه، كما أن الاحتفاء بهذه المناسبة يبرهن على أن البلاد، رغم الصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتها الطويلة، قادرة على تجاوز كل الأزمات التي أحاطت بها وبالعالم أجمع، وأكدت الوقائع نجاح القيادة في تجاوز هذه الصعوبات والأزمات.

&

ونجح الملك سلمان بن عبد العزيز، سابع ملوك الدولة السعودية، في تسجيل حضور لبلاده عالميًا بعد أن حول بلاده إلى رقم صعب في المعادلة الدولية، كما نجح في بناء دولة المستقبل، ورسم سياسته في توازن بين احتياجات الداخل ومتطلبات الخارج، وتميز بالعزم والحزم في مواجهة الأحداث، وجعل من إحقاق الحق هاجسه، وإرساء العدل مطلبه، والتطور والحداثة هاجسين له، وأقر مشروعات مختلفة للوصول ببلاده إلى آفاق رحبة من التنمية، وسجل حضورًا عالميًا جعله محل تقدير من القيادات العالمية الفاعلة.

&

&