&خالد السليمان

التفاهم السعودي التركي أصبح من ضرورات مواجهة الأحداث التي تعصف بالمنطقة، ففي الوقت الذي أصبح فيه التدخل الروسي الإيراني في سورية أقرب إلى الاحتلال والسيطرة التامة على مقاليد السلطة بات التنسيق السعودي التركي ملحا لمواجهة تداعيات الضغط العسكري الذي يمارسه تحالف النظام وسورية وإيران لفرض أمر واقع يتجاوز إرادة غالبية الشعب السوري !

وفي ظل غياب الدور العراقي العروبي وسلبية الموقف الرسمي المصري وتذبذب السياسة الغربية مما يجري في سورية فإن التنسيق السعودي التركي يبدو الأمل الأخير للسوريين لدعم صمودهم في مواجة حرب الإبادة التي يتعرضون لها على يد الروس والإيرانيين ومرتزقة النظام !

زيارة سمو ولي العهد تكتسب أهمية بالغة، لأن من المهم تحديد تموضع القوى الإقليمية وتحديد المسؤوليات والالتزامات لضمان التأثير في خطط تغيير المنطقة ومواجهة النفوذ الإيراني الذي يسعى لابتلاعها !

ما يجري في سورية ينعكس سلبا على جميع دول المنطقة وليس من حق روسيا أو إيران أن تنفرد بتصورات الحلول ومحاولة فرضها بالقوة، دون أي اعتبار لإرادة الشعب السوري أو تقدير لتضحياته أو مصالح جيرانه، كما أن طي صفحة الجرائم التي ارتكبها النظام وحلفاؤه ومرتزقته يمثل هدما للقانون الدولي وخيانة للعدالة !

وإذا كان نظام الأسد وروسيا وإيران يملكون سجلا حافلا في تجاوز القانون الدولي والاعتداء على إرادة الشعوب وجرائم الحروب فإن السماح لهذا التحالف الشرير بابتلاع سورية سيكون إيذانا بتغيير خريطة النفوذ في الشرق الأوسط، وستكون سورية مجرد وجبة صغيرة على مائدة الدب الروسي