&عمرو عبد السميع

الضربة الموجعة التى تلقتها المستشارة انجيلا ميركل زعيمة الاتحاد المسيحى الديمقراطى الحاكم فى ألمانيا، أمام الحزب اليمينى المحافظ (البديل لألمانيا) فى الانتخابات المحلية أخيرا لها موضوع واحد ضمن باقة عوامل هو الهجرات المستمرة إلى أوروبا وما يترتب عليها من تداعيات.

ميركل المؤتلفة حاليا مع الديمقراطيين الاشتراكيين فى الحكومة المحلية لن يكون بمقدورها التأكد من استمرار الائتلاف فى حين أن (البديل لألمانيا) حصل على 12.5% وسيكون بمقدوره أن يصبح عضوا فى البرلمان المحلى لمدينة برلين.

الحالة الداخلية الألمانية الجديدة هى انعكاس مباشر للحالة الاوروبية ككل إذ أن الانعطاف يمينا جاء بسبب فشل المشروعات السياسية الأخرى كما قلنا ـ لليسار ويسار والوسط.

كما أنها جاءت نتيجة موجات الهجرة المتوالية من الشرق وبلاد العالم المضطربة إلى بلدان أوروبا بما نجم عنه من مزاحمة فى سوق العمل أو من احتكاك ثقافى واجتماعى بين وحدات غير متكافئة من أوجه عديدة.

وقد كانت ألمانيا ـ بالذات ـ مؤهلة جدا لذلك الاحتكاك بسبب وجود جالية تركية ضخمة فيها (نحو 4ملايين شخص) ثم بسبب ظهور جماعات الشريعة فى جنوب بافاريا ومحاولة فرض عاداتهم وتقاليدهم بالقوة.

ثم أن استناد ألمانيا إلى وضع القيادة فى الاتحاد الأوروبى اهتز ـ كثيرا ـ بتصدع ذلك الاتحاد أمام الانسحاب البريطانى فى يونيو الماضى وبما يتضمن تباشير بتقييد سياسات الهجرة فى بريطانيا أو من يحذو حذوها من الدول الأوروبية.

وكذلك كان التجاء الولايات المتحدة الأمريكية أمام تحميل تكاليف سياسات الدفاع عن أوروبا إلى ألمانيا بالذات وعدة دول أوروبية أخرى وبما أضاف عبئا هائلا على الموازنة الألمانية يدفع تكلفته كل المواطنين الألمان.

حتى تحالف مينسك الذى يتعرض إلى الأزمة الأوكرانية صار مهددا بالانفراط للاحتجاج الروسى على الاستخدام الأمريكى لألمانيا فى خططها ضد موسكو.