طارق الحميد

في الوقت الذي قال فيه وليد المعلم إن النظام الأسدي مستعد للمشاركة في حكومة وحدة، رفض وزير الخارجية الأميركي تلك الفكرة، قائلا إن «تصريحات نظام الأسد لا معنى لها تقريًبا في هذا التوقيت». بينما أعلن حسن نصر الله أنه لا آفاق للحلول السياسية بسوريا، وتبقى الكلمة الفصل للميدان، مع إعلان الرئيس الإيراني عن مواصلة دعمه للأسد.

والسؤال الآن هو: وماذا بعد؟ ما الخطوات المقبلة للتعامل مع الأزمة السورية، ومن الآن وحتى انتخاب رئيس أميركي جديد، بل وحتى أوائل العام المقبل، حيث يباشر الرئيس الجديد مهام عمله، وسيحتاج بالطبع إلى بعض من الوقت لترتيب أوضاع إدارته الجديدة؟.. وكالة «رويترز» نقلت قبل يومين عن مسؤولين أميركيين أن «انهيار أحدث اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا زاد احتمال قيام دول الخليج العربية بتسليح المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف، للدفاع عن أنفسهم في مواجهة الطائرات السورية والروسية». 

وقال مسؤول أميركي، إن «واشنطن حالت دون وصول كميات كبيرة من أنظمة الدفاع الجوي تلك المحمولة على الكتف إلى سوريا، بتوحيد الحلفاء الغربيين والعرب خلف هدف تقديم التدريب وأسلحة المشاة لجماعات المعارضة المعتدلة، مع مواصلة الولايات المتحدة المحادثات مع موسكو». كما نقلت الوكالة عن مسؤول آخر في الإدارة الأميركية قوله إن «المعارضة لها الحق في الدفاع عن نفسها، ولن تترك دون دفاع في مواجهة هذا القصف العشوائي».

حسًنا، ما الخطوة المقبلة في سوريا، ومن الآن، وحتى انتخاب رئيس أميركي جديد، خصوًصا أن الأسد بدأ عمليا شن هجوم بري على حلب، وبغطاء جوي روسي، ودعم إيراني، وها هو نصر الله ينعى العملية السياسية هناك، ويقول إن الكلمة الفصل للميدان، وهذا صحيح، وكنا نقولها منذ زمان بأن لا حل في القاعات، وإنما على الجبهات، فما الخطوة المقبلة؟ الإجابة بسيطة، وهي ضرورة ضمان ألا يحقق الأسد، ومن يقف خلفه، نجاحات حقيقية على الأرض تفرض على الرئيس الأميركي القادم، أًيا كان، وقائع جديدة عليه التعامل معها. ولذا فإن على أصدقاء الشعب السوري الآن تقديم المعونة العسكرية الفعالة لهم، ومن ضمنها الصواريخ المضادة للطائرات، وغيرها من الأسلحة.

والآن هو وقت الجدية، وليس تقديم الوعود، فثمن الخسارة في سوريا الآن مكلف، والواجب أن يتم دعم السوريين عسكرًيا، وبجميع الوسائل، لكي لا يجد الرئيس الأميركي الجديد نفسه أمام وقائع على الأرض تفرض عليه مواقف لا تصب في مصلحة السوريين، والمنطقة ككل، أمنًيا، وسياسًيا، حيث حان الوقت لوضع حّد حقيقي للتمدد الإيراني، خصوصا مع وصول رئيس أميركي جديد. وعلى من يريد كسر إيران فإن الميدان الحقيقي هو سوريا، فإذا كسرت طهران هناك فإنها ستكسر في كل مكان، داخلًيا وخارجًيا، لأن استثمار إيران الحقيقي، ومنذ ثورة الخميني الشريرة، هو في سوريا.

ملخص القول افعلوها، وسلحوا السوريين، فقد انتهى أوباما.