سليمان حاج إبراهيم

 يستعد الرئيس اللبناني المنتخب العميد ميشال عون للتوجه إلى العاصمة السعودية الرياض ومنها إلى العاصمة القطرية الدوحة على رأس وفد هام لبحث عدد من الملفات والقضايا المشتركة.

الخطوة تحمل دلالات عدة كونها أول زيارة خارجية له منذ أدائه اليمين كرئيس للبلاد في 31 تشرين الأول/اكتوبر الماضي. كما تأتي الزيارة في وقت حساس تشهده المنطقة على ضوء التفاعلات الإقليمية المتعددة التي قلبت كل الأوراق خصوصاً في سوريا على ضوء التفاهم التركي الروسي بشأن وقف إطلاق النار ومباشرة مفاوضات آستانة.
وينظر المتابعون إلى لهذه الزيارة بكثير من التفاؤل من إمكانية إعادة سكة قطار العلاقات اللبنانية – السعودية إلى مساره على اثر التدهور الذي سجلته في السنوات الأخيرة. ويعول كثيرون أن تساهم الخرجة العونية إلى الرياض في إعادة تفعيل هبة المليارات التي كانت وعدت بها السعودية لصالح الجيش اللبناني. 
ميشال عون المحسوب على فريق حزب الله سوف يرافقه في زيارته عدد من الوزراء للبحث مع نظرائهم السعوديين والقطريين المشاريع المشتركة التي تتطلب تنسيقاً وتعاوناً.
وأضاف مدير المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري اللبناني رفيق شلالا، في تصريحات صحافية نقلتها وكالة الأنباء القطرية الرسمية، إن الرئيس عون سيزور المملكة العربية السعودية يومي الاثنين والثلاثاء القادمين، ودولة قطر يومي الأربعاء والخميس.
وكشف أن عون سيبحث خلال زيارته العلاقات الثنائية بين بلاده وكل من المملكة العربية السعودية ودولة قطر، بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك، والأوضاع في المنطقة. وتأتي الزيارة تلبية لدعوة تلقاها الرئيس اللبناني من العاهل السعودي مؤخراً.
وكشفت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الرئيس اللبناني المنتخب «ميشال عون» استقبل، الاثنين 20 تشرين الثاني/نوفمبر، في القصر الجمهوري في بعبدا، الأمير خالد الفيصل، مستشار الملك السعودي وأمير منطقة مكة المكرمة، والوفد المرافق له.
وأشارت إلى أنه جرى خلال اللقاء استعراض مجمل التطورات السياسية الحاصلة على الساحتين اللبنانية والإقليمية، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
وقال الأمير خالد الفيصل، في تصريح صحافي أدلى به عقب اللقاء إنه سلم للرئيس عون «رسالتين» من الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وتتضمن أيضا ًدعوة الرئيس اللبناني لزيارة المملكة العربية السعودية في أقرب فرصة».
وكشف الموفد السعودي حينها أن عون وعده بتلبية الدعوة حال تشكيل الحكومة. وكانت تلك الزيارة الثانية من نوعها لمسؤولين سعوديين، منذ توتر العلاقات بين الرياض وبيروت مطلع العام 2016، إذ وصل آنذاك وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، «ثامر السبهان السبهان»، إلى لبنان أواخر تشرين الأول/اكتوبر الماضي، لتأكيد موقف السعودية القائل بضرورة إنهاء الشغور في منصب رئاسة الجمهورية.
وتوترت العلاقات السعودية – اللبنانية بسبب ما سمته المملكة مواقف لبنانية مناهضة لها على المنابر الإقليمية والدولية، لاسيما موقف كبار المسؤولين اللبنانيين من «حزب الله»، عـقب الاعتداء على سفارة السعودية في طهران مطلع 2016، بالتزامن مع تجميد مساعدات عسكرية سعـودية إلى لبنان، بمـليارات الدولار.