الرياض: سليمان العنزي 

أكدت دراسة أكاديمية في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، أن تحقير المعلمين للطلاب، يقودهم إلى التطرف والعنف، مشيرة إلى أنهم يبحثون عن المكانة المفتقدة بالانضمام إلى الجماعات الإرهابية. وحددت الدراسة 29 عاملا اجتماعيا، تجعل الشباب هدفا سهلا لتجنيدهم من قبل تلك الجماعات.


حددت دراسة حديثة 29 عاملا اجتماعيا تؤدي إلى نشر العنف والتطرف، أبرزها التهميش الاجتماعي الذي يشجّع الشباب على الانخراط في الجماعات المتطرفة، إضافةً إلى تفشي البطالة التي جعلت الشباب هدفا سهلا لتجنيدهم، كما حذرت الدراسة من تحقير المعلمين للطلاب، معتبرة أن ذلك يزرع الحقد والضغينة في نفوس الطلاب ويؤدي إلى العنف والتطرف، وأشارت الدراسة إلى أن بعض الشباب يبحثون عن المكانة المفتقدة بالانضمام للجماعات الإرهابية.

مجتمع وعينة الدراسة
طلاب السنة التحضيرية بجامعتي الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز.

منهج الدراسة وأدواتها
استخدم الباحث في دراسته المنهج الوصفي التحليلي للإجابة على تساؤلات الدراسة، كما استخدم (الاستبانة) أداة لجمع المعلومات، واستخدم عددا من الأساليب الإحصائية لتحليل البيانات.


10 طرق لمواجهة العنف
01- وضع خطة إستراتيجية لمواجهة كافة المجالات "سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا" باتباع الصيغ العلمية المنهجية
02- نشر الوعي الديني والوطني
03- تحقيق التنمية والاستقرار الاجتماعي للأفراد ومحاربة البطالة
04- تحقيق التوازن بين الجهد الأمني وبين الحرية الاجتماعية
05- التأكيد على حقيقة الحركات العنيفة والمنظمات الإرهابية وعدم علاقاتها بالإسلام
06- التصدي للجرائم المخلة بأمن الدولة
07- اختيار الكوادر الدينية الواعية ذات القدرات والسمات الشخصية والعلمية القادرة على مواجهة القضايا المجتمعية
08- تعميم مبدأ المواساة بين الجميع
09- تكوين رأي عام مستنير
10- اعتماد مبدأ الحوار البناء والشرعي مع العنيفين

مجابهة العنف
أوصى الباحث عبدالواحد بن عبدالعزيز الخرجي في سياق أطروحته للدكتوراه في عام 2016 بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية "كلية العلوم الاجتماعية قسم علم الاجتماع، والتي حملت عنوان "التحليل السوسيولوجي للعوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية المؤدية للعنف" بعدة توصيات من أبرزها: تدشين "مرصد لمجابهة العنف" بغرض تجميع المبادرات الثقافية الرامية لمواجهته، كما أوصى بتوفير المعارف الأساسية الخاصة بتاريخ الحضارات، والارتقاء بمستوى الوعى بمخاطر العنف والانغلاق الفكري، وإنشاء مؤسسات تعنى بإعداد وتأهيل الأئمة والخطباء، وربط الأمن بالتنمية ومواجهة الفقر والتهميش.

مشكلة الدراسة
تحتاج ظواهر العنف التي تحدث وقائعها كل يوم في المجتمعات المعاصرة إلى تأمل يستهدف تطوير مقولات تكون قادرة على تقديم تفسير مقنع لهذه الظاهرة، وإذا كانت وقائع العنف والعنف تعبر عن حالة كائنة بين الرفض وعدم التكيف من ناحية وضغط المصادر المولدة للتوتر الذي يحتاج إلى تصريف من ناحية أخرى، فإننا نلاحظ أن ظواهر العنف في السنوات الأخيرة قد تزايدت بكثافة عالية على الصعيد العالمي والإقليمي والمحلي، وأن هذه الكثافة العالية تعد وظيفة أو نتيجة لفاعلية عوامل عديدة، لذا تتبلور مشكلة الدراسة في التساؤل التالي:

ما التحليل السوسيولوجي للعوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية المؤدية للعنف؟ ويتفرع من الهدف الرئيسي الأهداف الفرعية التالية:
01- ما العوامل الاجتماعية المؤدية للعنف؟
02- ما العوامل الثقافية المؤدية للعنف؟
03- ما العوامل الاقتصادية المؤدية للعنف؟

أهم النتائج:
- بينت الدراسة أن التهميش الاجتماعي يشجّع الشباب على الانخراط في الجماعات العنفيّة
- ضعف الوازع الديني يؤدي إلى العنف
- تفشي البطالة بين الشباب تجعل بعضهم هدفا سهلا لتجنيدهم من قبل الجماعات العنفيّة
- الإحباط التراكمي منذ الطفولة يحمل الفرد على ارتكاب العنف
- وسائل التواصل الاجتماعي وسيط قوي من وسائط نشر العنف لاستقطاب الشباب والتشكيك بعقائدهم
- التشدد والغلو بالدين يعدان من عوامل العنف
- قد يدفع بعض الأصدقاء إلى الانحراف الفكري
- تركز الجماعات المتطرفة على دعاوى العدالة والمساواة في استقطاب الشباب
- الرغبة في الحصول على المال والارتزاق يدعمان الانضمام للجماعات الإرهابية
- بعض البرامج الإعلامية تقوم بدور بارز في تغذية ودعم أو ظهور التطرف والعنف
- ممارسة العنف في الأسرة بكل أصنافه وأشكاله تدفع الأبناء للعنف
- الانتماء للجماعات المتطرفة يمثل آلية للحصول على المكانة الاجتماعية المفتقدة
- يشيع العنف والتطرف بين أبناء الأسر المضطربة
- تحقير المعلمين للطلاب يعمل على زرع الحقد والضغينة

أهم التوصيات
1- ضرورة توفير المعارف الأساسية الخاصة بتاريخ الحضارات، والارتقاء بمستوى الوعى بمخاطر العنف والانغلاق الفكري
2- حث المؤسسات الإعلامية على الالتزام بالمواثيق المهنية والأخلاقية، والتي تتضمن الابتعاد عن الخطابات المتعصبة
3- تدشين "مرصد لمجابهة العنف" بغرض تجميع المبادرات الثقافية الرامية لمواجهته
4- إنشاء مؤسسات تعنى بإعداد وتأهيل الأئمة والخطباء
5- ربط الأمن بالتنمية ومواجهة الفقر والتهميش