ناهد باشطح

 

فاصلة:

((تغيير السرير لا يشفي الحمّى))

- حكمة إنجليزية-

لا أحد يمكنه إنكار سيطرة أو تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في حياتنا، لكن الملفت للنظر أن تتحول هذه الوسائل التواصلية إلى أدوات لزيادة التباعد وتخلق نمطاً غريباً من العلاقات.

الباحث «عبدالله بن كدسه» أجرى بحثاً عن استخدامات «تويتر» في المملكة العربية السعودية، ومن خلال الاستبيان الذي أجراه على الإنترنت وشارك فيه السعوديون من الجنسين من مختلف الأعمار والدرجات العلمية، وجدت في النتائج ما لفت نظري ووافق فكرة هذا المقال غير نسبة استخدامنا لهذه المواقع أو الفئات التي تستخدمها بل السبب الذي جعلنا نستخدم هذه الوسائل بكثرة.

لقد اكتشف البحث حسب ما نشرته جريدة الحياة في عددها المنشور في 17 أيار 2013م أن ((التفاعل الاجتماعي كان السبب الأكثر اختياراً من المشاركين لاستخدامهم تويتر، وعلل الباحث ذلك بأن 75 في المئة من العينة يعتقدون أن الحواجز الاجتماعية في «تويتر» أقل من الحواجز الاجتماعية في الحياة اليومية، ما يتيح للكبير والصغير والذكر والأنثى الحديث والمشاركة في أي موضوع كان. حتى أن الحوارات والنقاشات بين الرجال والنساء متاحة في «تويتر» أكثر من أي مكان آخر في الحياة اليومية، ولا يعتبر ذلك أمراً غير مقبول اجتماعياً. إضافة إلى ذلك فإن 60 في المئة من المشاركين قالوا إن «تويتر» أتاح لهم الفرصة للتعرف على أصدقاء ومعارف كثر)).

ورغم أني من المتحمسين لإيجابيات تويتر وبرامج التواصل الأخرى إلا أن هناك سلبية تولدت من اعتمادنا على هذه البرامج حيث أصبحت بعض العلاقات باردة خالية من التفاعل، فمهما تكن إيجابيات تواصل هذه المواقع إلا أنها تظل اتصالاً ناقصاً في إيصال معنى التواصل المكتوب أو حتى اللفظي، وكأن بعضنا هرب من عزلته التقليدية إلى عزلة إليكترونية ربما يكتفي فيها بالإرسال دون الاستقبال أو الاستقبال دون الإرسال.

وتصبح الإشكالية كيف تصل معاني الكلمات كما أردنا لها من دون أن تصل ناقصة أو ممسوخة لأنها متشابهة، وكيف نقبل الصداقات الجديدة في عالم افتراضي لا نتكهن بمستقبله.