تركي الدخيل

 إذا كان الإرهاب يسهم باستمرار بكشف الخلل الفكري، مبرزا ثغراتٍ كبيرة بالحجج والخطاب، فإنه فتح كوّة على الموضوع الأخلاقي.

متأسين مقاصد الشريعة من الشعائر والشرائع، ذلك أن الهدف منها إقامة العمران في الأرض، ولأبي حامد الغزالي في «المستصفى»، قوله: «مقصود الشرع من الخلق خمسة، أن يحفظ عليهم دينهم، ونفسهم، وعقلهم، ونسلهم، ومالهم»، وتلك مدار الضرورات الخمس لدى علماء مقاصد الشريعة من الشاطبي، وحتى ابن عاشور. هذا هو عصب التشريع، وأساس الدين، ومدار ضروراته.

بينما نعثر على أناسٍ يظنون أنهم يدافعون عن الدين بتشويه الآخرين. رأينا الألسنة الحادة، وهي تضرب بضحايا إسطنبول، من ثعالب «السوشال ميديا»، ممن تلذذوا بالتشفي من الأبرياء. يتعبدون الله بسوء الخلق، والكلام البذيء، والقذف الصراح!

هذه الظاهرة تبين طغيان العادة على العبادة، والأعمال الذاتية على الادعاءات العبادية، والانهيارات الأخلاقية، والتشوه الشخصي، وقد أدرجت زورا باسم الدفاع عن الدين.

أمراض كثيرة يكشفها الإرهاب بالمجتمعات، ولئن لم نصلح أنفسنا، فسيوشك أن يأكل بعضنا بعضا، باللسان والسنان.... والله المستعان.