ياسر باعامر 

عزز تقرير استخباراتي معلوماتي، حصلت "الوطن" على نسخة منه، موقف وزارة الأمن الداخلي الأميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالية ما يتداول عن دور روسي مؤثر في انتخابات الرئاسة الأميركية الأخيرة، بهدف التأثير على الناخبين، لمصلحة مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترمب. وقادت التحقيقات الاستخباراتية المعلوماتية لشركة فاير آي المتخصصة في الحماية الأمنية من الهجمات الإلكترونية، إلى الكشف عن عصابة إلكترونية تتخذ من روسيا مقرا لها، تحمل اسم "APT 28".
وحلّلت الشركة البرمجية الخبيثة التي يعتقد أنه تم العثور عليها في اللجنة الوطنية بالحزب الديمقراطي، وتوصلت نتائجها بمطابقتها مع الأدوات والأنشطة التي تم رصدها وتتبعها سابقا، والمستخدمة في حملات إلكترونية تتخذ من روسيا مقرا لها، وتعرف باسم حملة "التهديدات المتقدمة المستمرة"، ويشار إليها اختصارا بمجموعة "APT 28".
وفي 29 من ديسمبر الماضي أصدرت وزارة الأمن الداخلي ومكتب التحقيقات الفيدرالية تقريراً تحليلياً مشتركاً يؤكد النتائج التي توصلت إليها الشركة، بعد تحليل استغرق فترة طويلة، بأن الحكومة الروسية تدعم العصابة الإلكترونية بشكل مباشر. وأثار إعلان يونيو الماضي، الصادر عن اللجنة الوطنية بالحزب الديمقراطي، الذي يعزو اختراق شبكتها لموسكو، جدلاً دولياً حول تورط الأخيرة في هجمات قرصنة إلكترونية، للسطو على معلومات ضد الولايات المتحدة.

شن الهجمات
بحسب التقرير المطول، فإن بدء نشاط المجموعة يعود إلى عام 2007، وكانت تُستخدم في شن هجمات إلكترونية واسعة النطاق، بهدف خدمة المصالح الروسية الإستراتيجية، حيث تمكنت خلال فترة عملها الطويلة من جمع معلومات استخباراتية، تمحورت حول "الدفاع والقضايا الجيوسياسية"، وكانت أنشطة التجسس الإلكتروني تستهدف الشركات في الولايات المتحدة وأوروبا ودول الاتحاد السوفيتي السابق، والبرلمان الألماني، وحلف شمال الأطلسي، والملاحق العسكرية الدبلوماسية، والمؤسسات الإعلامية، مثل قناة "TV5 Monde"، إضافة إلى منشقين ومعارضين للحكومة الروسية.
وأدت بعض هجمات العصابة الإلكترونية إلى تعطيل وتخريب المواقع الإلكترونية، وإصدار تنبيهات كاذبة، والسطو على البيانات التي تم نشرها علنا في وقت لاحق على شبكة الإنترنت.

تكثيف التعاون
يؤكد التقرير الاستخباري للشركة أن روسيا زادت علاقتها مع "APT 28" منذ عام 2014، في تكثيف هجمات قرصنة بغرض السطو على المعلومات، بما يتناسب مع العقيدة العسكرية الإستراتيجية الأوسع نطاقا، مضيفا أن الهجمات الأخيرة المتعلقة بالانتخابات الأميركية ليست سوى مؤشر على القدرات الخفية الهائلة التي استخدمت سابقا ضد حلف شمال الأطلسي والحكومة الألمانية ومراكز البحوث والمؤسسات الإعلامية والشخصيات البارزة. وختم التقرير تحليله بالتساؤل عن كيفية استخدام الحكومة الروسية لعمليات السطو الناجحة على المعلومات، بما في ذلك اختراق وتسريب البيانات لتقويض المؤسسات والسياسات والأطراف الفاعلة التي ترى أنها تتعارض مع توجهاتها.