مصطفى الآغا 

 عندما التقيت برئيس «فيفا» الجديد، جياني إنفانتينو، كان الرجل مرشحًا للرئاسة مع الأمير علي بن الحسين، والاثنان قدما لنا رؤيتهما في مؤتمر دبي الدولي الرياضي عام 2015 وتحديدًا في ديسمبر (كانون الأول)...
وعندما التقيته مجددًا في ديسمبر 2016 كان الرجل يتربع على سدة إمبراطورية «فيفا»، لكن وللأمانة هو لم يتغير أبدًا، وبقي متواضعًا قريبًا من الناس، والأهم أنه غير متكلف مثل سلفه بلاتر، ولا متعجرف، كما كان يقال في وسائل الإعلام، مثل الأسبق هافيلانج.
وقبل «الغالا دينر» أو حفل العشاء الذي يسبق جوائز «غلوب سوكر» العالمية، كانت هناك فرصة للحوار معه بشكل غير متعمق، ولكن في اليوم الذي تلاه تحدث الرجل مطولاً عن سنته الأولى في الرئاسة وعن نيته توزيع ثلاثة أضعاف ما كان يوزعه سلفه بلاتر على الدول الأعضاء سنويًا، رغم أن المداخيل والميزانية هي نفسها وما زاد هو الشفافية فقط...
في كلمته أوحى لنا إنفانتينو أن كأس العالم 2026 ستشهد حضور 40 أو 48 منتخبًا، وهو لم يحدد الرقم، ولكنه أكد أن معظم الدول مع الاقتراح، والسبب أن البطولة ستظل خلال 32 يومًا، ومن يصل إلى المباراة النهائية سيلعب 7 مباريات كما في السابق، وبالتالي لا أعباء إضافية على المشاركين سوى العدد، ولكنه ترك الباب مفتوحًا لمن يعترض، وقال إن كل شيء قابل للنقاش... هذا الكلام كان يوم 28 ديسمبر، وبعدها بعدة أيام فقط صدر القرار بالإجماع بتبني المقترح ومشاركة 48 منتخبًا في نهائيات كأس العالم 2026 التي لم يتحدد مكانها بعد.
وإذا كان عدد أعضاء «فيفا» 211 دولة حسب إنفانتينو، منها أكثر من ثلاثين دولة عبارة عن جزر ودول صغيرة لا يعرفها سوى أهلها ومن يلعبون ضدها، لهذا أفترض أن ربع العالم سيلعب في كأس العالم، وهو رقم كبير يُفقد البطولة هيبتها، لأن البعض سيوجد كضيف شرف أو عابر سبيل، ولكنه سيكتب في سجلاته أنه تأهل لكأس العالم وشارك وخرج مبكرًا.
بالطبع من صوّت مع المقترح صوّت من أجل فرصه بالوجود التاريخي، ومن صوّت من الأقوياء صوّت من أجل مكاسبه اللاحقة ماليًا وانتخابيًا ومن أجل تعزيز مكانة الرئيس الجديد، وإذا كانت آسيا لديها 4 مقاعد ونصف المقعد حاليًا من أصل 32، فأفترض أن عدد مقاعدها قد يصل إلى ثمانية، وبالتالي لا عذر ولا حجة للعرب الذين غابوا عن التصفيات منذ دهور أو عقود أو سنوات.