عزة السبيعي

في الحقيقة، إن أحد الحسابات التويترية المنسوبة إلى سعودي يدعى "أبو أمجاد"، قد أعلن صراحة -وتحت قسم مغلظ- أنه لن يتزوج أي فتاة سعودية سبق لها أن دخلت صالة سينما!. 
للحق، التغريدة قوبلت بكثير من السخرية والنكات الطريفة من السعوديات، وإن كان "أبو أمجاد" يتعامل بقاعدة "اللي أوله شرط آخره نور".
فلو حدث أن سمحت الدولة بالسينما، فعلى كل فتاة تحلم بـ"أبوأمجاد" زوجا أن تحرص على الابتعاد عن الصالة بمقدار 500 متر على أقل تقدير، حتى لا تخسر فرصة الزواج من "الزكرت" "أبوأمجاد".
ما سبق مجرد ردة فعل صغيرة على بعض الإشارات التي توحي بقرب وجود سينما في المملكة، أعني وجودا في العالم الواقعي، وإلا هي موجودة تقريبا في معظم جوالات السعوديين عبر "يوتيوب" أو البرامج مثل "نت فليكس"، أو غيرها، والتي تقدم للمشاهد فرصة مشاهدة حتى قبل نزوله في صالات لندن.
وبالمناسبة، السعودية لا تمنع هذه البرامج مع أن بإمكانها منعها، خاصة أن هناك دولا تمنع حتى "فيسبوك" عن شعوبها كإيران والصين، لكن بلادنا تحترم الرغبة الفردية للشخص في أمور مثل هذه، ولله الحمد.
لقد بدت ردة الفعل قوية جدا لدرجة التساؤل: هل هؤلاء المغردون هم هؤلاء الذين يغزون دبي والبحرين في كل إجازة حتى الإجازة الأسبوعية؟ هل هذا دحيم الذي يرفض السينما في "تويتر"، هو نفسه الذي أرسل ابتسامته في "سناب" وخلفه ملصق فيلم لتوم كروز؟، بل لماذا تحقق القنوات الفضائية هذه النسب العالية من المشاهدة، إذا كان كل هؤلاء أشخاصا ورعين جدا؟
في الحقيقة، إن بيئة "تويتر" بيئة خادعة، ولا تقول الحقيقة، ومعظم الحسابات تعود إلى مجموعة من الأشخاص لا يعبرون قطعا عن رأي المجتمع. لذا، أرقام المليارات من هدر السياحة الخارجية هي الأصدق، وهي التي يجب أن تعدّ مؤشرا في قرار كقرار السينما. 
تظل السينما أداة يمكن أن تشاهد فيها أفلاما سيئة السمعة، وبإمكانك أيضا أن تشاهد فلم كابتن فيلبز لتوم هانكس. 
في نظري، لو سمحت السعودية بالسينما، فإن الأفلام ستتعرض لما تتعرض له الأفلام المعروضة في القناة الثانية السعودية، والتي عادة لا تخشى إلى حد ما أن يجلس أمامها أطفالك، وهم الأهم في وجود السينما، أقول ذلك كأم تذهب بأطفالها صباح كل سبت هي وجاراتها لحضور فلم أطفال يحمل رسالة وأهدافا نتحدث حولها في مقهى قاعة السينما، مما يجعل السينما رافدا معرفيا وثقافيا عظيما في حياة الطفل.
كما أننا سنشاهد الأعمال السعودية التي يشاهدها الناس قبل السعوديين، مثل الفيلم العظيم بلال، والذي صنعه شباب سعوديون.
إننا كسعوديين أقوياء بمبادئنا، ولا أظن أن وجود مبنى سينما خاضع لرقابة الدولة، سيشكل تهديدا لثقافتنا أو ديننا، بل على العكس ستتأثر السينما العربية، وربما قدمت فنا راقيا حتى لا تخسر السوق السعودي.