سلمان بن محمد العُمري

وأنا أطالع ما بثّته وسائل الإعلام المقروءة والمرئية في الأسبوعين الماضيين من احتفالٍ بمرور عامين على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم كنت أقلّب أحد الكتب وكان ضمن أجزائه بعض من خطب جلالة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ومنها خطبة ألقاها قبل ثمانين عاماً، وتحديداً عام 1938م في المدينة المنورة ومما قاله -رحمه الله-: «إنّنا نبذل النّفس والنّفيس في سبيلٍ راحةِ هذه البلاد وحمايتها من عبث العابثين، ولنا الفخر العظيم في ذلك، وإن خطّتي التي سرْت ولا أزال أسير عليها هي إقامة الشريعة السمحة، كما أنّني أرى من واجبي ترقية البلاد والأخذ في الأسباب التي تجعلها في مصاف البلاد الناهضة مع الاعتصام بحبلِ الدين الحنيف، إنني خادم في هذه البلاد العربية لنصرة هذا الدين وخادم للرعية.

إن الملك لله وحده، وما نحن إلا خدمٌ لرعايانا فإذا لم ننصف ضعيفهم ونأخذ على يد ظالمهم وننصح لهم ونسهر على مصالحهم كنا قد خنا الأمانة المودعة إلينا، إنّنا لا تهمنا الأسماء والألقاب، وإنما يهمّنا القيام بحق واجب كلمة التوحيد والنظر في الأمور التي توفر الراحة والاطمئنان لرعايانا، إنّ من حقّكم علينا النصح لكم في السر والعلانية، ومن حقّنا عليكم النصح لنا، فإذا رأيتم خطأ من موظف أو تجاوزاً من إنسان فعليكم رفع ذلك إلينا للنظر فيه، فإذا لم تفعلوا ذلك فقد خنتم أنفسكم ووطنكم وولايتكم، وأسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته إنه على كل شيء قدير».

هذه كلمة الموحد قبل ثمانين عاماً، وقبل عدّة أشهر أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هذه المضامين في مجلس ضم عدداً من المواطنين والمسؤولين ليؤكد -حفظه الله- أن هذه البلاد كانت ولا زالت تسير على أساس متين بالتمسك بكتاب الله الكريم، وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة والتسليم، وتبذل الغالي والنفيس لإعلاء كلمة التوحيد، ولسعادة المواطنين والذود عن البلاد، والدليل قولاً وعملاً في مضامين الخطابين وفي سيرة قادة البلاد وولاة أمرها.