«عالحمرا ودّيني القوى الأمنية بتحميني» شعار حملة رداً على العملية الانتحارية في بيروت

سعد الياس

 بعد 24 ساعة على إحباط العملية الانتحارية في مقهى «كوستا» في شارع الحمراء في بيروت تحدّى عدد من اللبنانيين المخاطر ورفعوا شعار «عالحمرا ودّيني القوى الامنية بتحميني»، وهذا شعار مستوحى على الارجح من أغنية الفنان اليساري خالد الهبر «خدني معك ودّيني ع شارع الحمرا، خدني معك تحلالي بالحمرا السكرة، اشرب كأس المحبة بشي قهوة عالرصيف، احكي عن القصايد ما نملك حق رغيف، انظم شعر لعيون الحلوة البنت السمرة».
وأبرز من زاروا المقهى بعد احباط العملية الانتحارية رئيس الحكومة سعد الحريري وعدد غير قليل من الرواد الذين رغبوا في بعث رسالة تؤكد حبّهم للحياة ولارتشاف القهوة وقراءة الصحف في هذا المقهى الذي كان في السابق «هورس شو» الذي جمع العديد من الشعراء والفنانين والأحزاب.
وأكد مسؤولون عن المقهى أنّه «منذ احباط العملية الانتحارية، تلقيْنا وابلاً من الاتصالات من زبائننا الثابتين أكدوا لنا استعدادهم لكسر حاجز الخوف والقدوم إلى المقهى وكأن المقهى لم يشهد محاولة عملية تفجير».
واللافت أن بعض اللبنانيين حوّلوا الانتحاري إلى ما يشبه «النكتة» فيما شكّك آخرون برواية القوى الامنية حول إحباط العملية واعتبروها مفبركة ومن بينهم الوزير السابق وئام وهاب الذي قال «لازم نشكر هالانتحاري لأنو انتظر 12 دقيقه تا إجو الشباب وكمشوه فعلاً الزلمي عندو أخلاق».
وكتب الصحافي داني حداد «تسلّي السياسة في لبنان، والأمن أيضاً. «تسلَّينا» ليل السبت بانتحاري شارع الحمرا. مجنون آخر يدفعه مجانين «داعش» إلى قتل نفسه ومعه آخرون. ليس الأول، وقد لا يكون الأخير. السيطرة على الرقّة تبدأ من الكوستا. لكنّ عمر العاصي اختار، قبل أن يودّع هذه الفانية حاملاً معه ما تيسّر من جثث روّاد المقهى والمارّة، أن يشرب كوب «شوكولا» ساخناً يعينه على تدفئة الجسد بانتظار لقاء حوريّات وعده بهنّ شيخٌ مجنون آخر».
وكان موظفون في «كوستا» رووا كيف تصرّف الانتحاري عمر حسن العاصي فقالوا «عند العاشرة والنصف من مساء السبت، دخل الانتحاري وقف عند قسم المحاسبة وطلب قهوة Espresso» وChocolate Flakes». دردشة هادئة وقصيرة مع الموظّفة، وفيما هو يهمّ إلى دفع ثمن ما اشتراه سألها: «كيف الشغل؟ هل كل الأمور على ما يرام؟
وأوضحت الموظفة ان الانتحاري المفترض كان مرتبكاً قليلاً ولكن لم تظهر عليه اي إشارات إلى انه إرهابي يوشك على تفجير نفسه، لافتة إلى انه قبل وصوله وكان يرتدي جاكيت سوداء حضر إلى المقهى 4 رجال من المخابرات، وقد عرفناهم من طريقة جلوسهم ونظرتهم، قبل ان نتأكد من ذلك بعدما انقضّوا على الانتحاري الذي كان خرج بعد نحو ربع ساعة من دخوله إلى خارج المقهى وأجرى مكالمة هاتفية، وحين همّ بالدخول أطبق عليه رجل أمن كان في الخارج ولاقاه مَن كانوا في الداخل وضربوه بأعقاب المسدسات وثبّتوه كي لا يفجّر الحزام الناسف»، مضيفة «في البداية لم نعرف انه انتحاري إلى ان صرخ عناصر الامن انتبِهوا كي لا يتفجر الحزام وعندها هرعنا للاختباء مع الزبائن».
لكن على الرغم من العملية النوعية للجيش بالتنسيق مع شعبة المعلومات فإن حملة التشكيك والتساؤلات لم تتوقف على مواقع التواصل الاجتماعي وحتى على بعض الشاشات مضيّعة قيمة هذا الانجاز الامني. وأبرز هذه التساؤلات « كيف حمل الانتحاري معه بطاقة هوية؟ لماذا دخل المقهى وأخذ وقته لطلب القهوة والشوكولا اذا كان هدفه فعلاً تفجير نفسه في هذا المكان؟ ثم إذا كانت الأجهزة الأمنية تعرف الانتحاري، فلماذا لم توقفه قبل دخول المقهى أصلاً؟ ألم يكن أي خطأ سيؤدي إلى وقوع مذبحة؟ هل كانت الأجهزة الأمنية تعرف هويته الحقيقية؟ هل كانوا في انتظاره، أم أنهم كانوا يلاحقونه؟ كيف رصدوه، ولماذا لم يُفجّر نفسه قبل توقيفه؟ لماذا خرج الانتحاري من المقهى ثم عاد ليحاول الدخول؟ هل كان مقهى الكوستا هدفاً للانتحاري أم محطة لانتقاله إلى نقطة أخرى؟».
كذلك أخذت صورة النائبة بهية الحريري مع الانتحاري المفترض حيّزاً من الاهتمام حول أبعادها وتوقيتها ليتبيّن لاحقاً أنّ العاصي الذي هو من مؤيدي الشيخ أحمد الأسير، أصيب في اشتباكات وقعت في عام 2013 في صيدا. وقد ظهر في مقطع فيديو أن الحريري تزوره للاطمئنان إلى صحته.
تجدر الاشارة إلى أن التحقيقات متواصلة مع العاصي، ورشح من التسريبات الاولية أنه غير نادم على تخطيطه لاستهداف المدنيين بعملية انتحارية، وأبلغ المحققين أنّه على استعداد لإعادة الكرّة إنّ قُدِّر له ذلك، قائلاً «لست نادماً. بعملها مرة تانية». أما الفنان اللبناني يوسف الخال فردّ على العاصي بقوله «يا ايها الانتحاري.. يللا .. من الحمرا إلى جهنّم الحمرا.. مكانك هناك».