مشاري الذايدي

 في سلوك معتاد لسلطات الأمن السعودية، تم الكشف يوم أمس عن تفاصيل خطيرة عن الخلايا الداعشية الأخيرة، التي شاهد السعوديون كلهم طرفًا من إجرامهم في معركة حي الياسمين بالعاصمة الرياض، وعمليتي حي الحرازات وحي النسيم، في مدينة جدة، بوابة السعودية على البحر الأحمر.


في التفاصيل أن الأمن السعودي أوقف على ذمة هذه القضية حتى الآن 16 شخصًا، 3 منهم سعوديو الجنسية والبقية من الجنسية الباكستانية.
الانتحاريان اللذان فجرّا نفسيهما، في معمل لتصنيع القنابل والأحزمة الناسفة في استراحة شعبية بحي الحرازات المزدحم، تم التعرف عليهما، وتبين أنهما على مستوى عالٍ من الخطورة والتخطيط. الأول هو خالد غازي حسين السرواني، والثاني نادي مرزوق خلف المضياني. والاثنان سعوديا الجنسية.
السرواني، حسب وصف الداخلية السعودية هو: «من المطلوبين الخطرين أمنيًا لتنوع أدواره وتعدد ارتباطاته بعناصر وحوادث إرهابية»، خلال الثلاث سنوات الأخيرة، ومنها تفجير مسجد قوات الطوارئ الخاصة بأبها جنوب البلاد، وتفجير مسجد المشهد بمنطقة نجران، والتعاون مع عقاب العاتبي مدبر اغتيال العميد في جهاز المباحث العامة، كتاب ماجد الحمادي، وجرائم أخرى.
اللواء بسام العطية، من الأمن السعودي، وهو يشرح للصحافيين تفاصيل الخلايا، ذكر أن كل ما جرى خلال الثلاث سنوات الأخيرة من قبل «داعش» على الأرض السعودية، مرتبط ببعضه، وعند نقطة ما، تتصل الحلقات ببعضها، فمثلا الداعشي المقبوض عليه عقاب العتيبي نموذج لهذا الترابط بين عدة خلايا.
كان لافتًا في كلام العطية أن الأمن السعودي لاحظ خلال الـ28 شهرًا الأخيرة زيادة الزخم المقلق للنشاط الداعشي في البلاد.
الحق أن هذا الأمر ملحوظ في كل الدول الداعمة للقضية السورية، يا للمفارقة، مثل تركيا والسعودية.
لا نقول إن السبب محصور فقط في هذا البعد، فثمة أسباب تتعلق بالعيب التربوي والخلل الثقافي، غير أن استهداف السعودية بهذا التواتر والإلحاح، في هذه السنوات الثلاث، له صلة أكيدة باستنفار «داعش» العالمي.
المعركة مستمرة، وفرص الخطر قائمة بقوة، كما قال العطية، والدرس هو أن القضاء المبرم على الإرهاب المتأسلم، ليس هدفًا ميسورًا، الآن، وما يجب فعله هو حقا ما تقوم به الداخلية السعودية من يقظة ومسابقة لخلايا الإرهاب. أما استئصال الرحم الإرهابي، فلن يكون إلا بطرق أخرى... الأمن آخرها.