عبده خال

بالأمس أفقنا على تناقل أخبار مرعبة عن ظهور فايروس (شمعون2) في حالته النشطة والمتقدمة عن ما سبقه من فايروس شمعون1 لضرب المواقع الحكومية والشركات المحلية.

ولأن لكل زمن آلة سيطرة يتم استخدامها لإظهار القوة أو الغلبة بين طرفين، وفي زمننا الراهن لم تعد رقعة الشطرنج ذات جدوى لتمثل ساحة معركة تعمل فيها القوة التخطيطية أو الإستراتيجية الحربية لكسب الغلبة بالسيف أو سقوط قلعة!

فمع التقنية وظهور شبكات الإنترنت سادت الأنظمة المعلوماتية وبالتالي تحولت هذه الأنظمة إلى هدف لإحداث خسائر وكشف أسرار الدولة المستهدفة، وضربها في جميع جوانبها السيادية والخدمية على سواء وفي أحيان كثيرة يكون الاستهداف للدولة التخريب الشامل للأنظمة وإحداث فوضى عارمة وكشف الخبايا المستترة للدولة من خلال تدمير الأنظمة المعلوماتية.

وإن كانت التسميات تذهب بعيدا إلى عمق التاريخ لاستحضار اسم يحمل دلالة ما فإن شمعون له حضور ديني طاغ ومعناه الصخرة إلا أن سمعة شمعون الدينية تصفه وصفا خيرا، فلماذا فايروس (شمعون) اتخذ هذا الاسم، فدلالة فايروس دلالة إيذاء، فكيف يمكن ربط الدلالتين لمعرفة نوايا مطلق هذا الفايروس؟

ربما يكون هذا السؤال مبحثا لمهتمين بعلم الدلالة بينما الواقع التدميري لهذا الفايروس لا تعنيه الدلالات بقدر ما تعنيه معرفة المطلق له وماذا أحدث من أضرار اقتصادية واستخبارية.. فهذا هو الأهم.

ومن المعروف أن هذا الفايروس قد غزا مرافقنا الحكومية منذ أربعة أعوام، فأين كانت أجهزتنا الإلكترونية في كل المواقع التي تعرضت للغزو للمرة الثانية من (شمعون)، فمن المعلوم اشتراك جميع الجهات الحكومية في حزام أمني تتضافر فيه كل الجهود لمواجهة أي هجمات إلكترونية معادية، إذ من المفترض إجراء مناورات دورية للتأكد من سلامة الوسائل الأمنية من أي اختراق يمكن حدوثه، ولأننا مازلنا في عالم لم ترسُ فيه القوانين الدولية في تطبيق الحكم الجزائي للدولة المهاجمة، لعدم اليقين من نوعية المهاجم هل هو دولة أو هكرز، تغدو الاحتياطات الأمنية متمركزة في الوحدة الأمنية للبلد المستهدف.

وأعتقد أننا مثل أي دولة لها أعداء ومتربصون فمن باب أولى أن تكون اليقظة حاضرة في كل حين، فلم تعد الحرب ركوب خيل وإشهار سيوف ورماح أو قصفا صاروخيا، بل بإمكان ضغطة زر في أي موقع من العالم تدمير أجهزة البلد المستهدف.. وصباحكم صباح أمن وسلامة.