سعيد السريحي

في كلمته التي ألقاها في افتتاح مؤتمر (الخطاب الوسطي والأمن المجتمعي) الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي في إسلام أباد، أشار أمين عام الرابطة إلى (أن أسماء «التطرف» اللامعة «ضحلة» و«جوفاء»)، ويبدو من سياق حديث أمين الرابطة أن إشارته تلك جاءت للتهوين من شأن تلك الأسماء اللامعة والتقليل من تأثيرها في المجتمع، وإذا كان علينا أن نتفق مع الأمين على تراجع خطر الإرهاب وتقليص أثر الدعاة المتطرفين لأسباب يعود أغلبها للمواجهة الأمنية على مستوى الداخل والخارج فإن لنا أن نختلف مع الأمين حول ما إذا كانت ضحالة دعاة التطرف سببا لهذا التراجع في خطر الإرهاب والغلو.

الخطر الذي يمثله دعاة التطرف لا يتضاءل لمجرد أن أفكارهم ضحلة وجوفاء، وحسبهم أن أصبحت لهم أسماء «لامعة»، حسب تعبير أمين الرابطة، رغم ما هم عليه من ضحالة مذ بدأوا دعاة نكرات لا يعرفهم أحد حتى صاروا أعلاما يعرفهم الجميع، خطر الفكر المتطرف يتمثل في أنه فكر ضحل وأجوف، بل إن قوته إنما تكمن فيما يتسم به من ضحالة، وهي السمة التي تجعله أكثر قدرة على الوصول إلى عامة الناس والتأثير فيهم، ضحالة هذا الضرب من التفكير تجعله أكثر قدرة على التأثير في المجتمعات المتدينة التي تربت على الإصغاء لما يقال لها على سبيل الوعظ والإرشاد حتى وإن كان أولئك الدعاة المتطرفون ليسوا من أهل الوعظ وليسوا من المرشدين إلى الخير.

خطاب التطرف بضحالته وخوائه خطاب شعبوي، يقف في مواجهة خطاب النخبة، سواء كانت نخبة مثقفة أو نخبة من كبار العلماء، وهو خطاب يستعين ببساطته في الوصول إلى العامة، ولذلك أصبح دعاة التطرف أسماء لامعة.